كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

والتأييد يؤازره والتمكين يظافره والسعد يظاهره والعز يسامره والظفر يجاوره والإسلام شاكره واللَّه عز وجل ناصره حتى انتهى الفتح به إلى عسقلان واستولى على جميع ما كان في أيدي الكفار من القلاع والضياع والأموال والأعمال والحصون والنواحي والبلدان وانمحى منها بالسعود رسم النحوس وأقام جاه الأذان أنكر ناموس الناقوس وخمدت ثوران القسوس.
قال صاحب الفتح القدسي عند ذكر فتح بيت المقدس: ثم رحل السلطان من عسقلان للقدس الشريف طالبًا وللنصر العزيز مصاحبًا ولذيل العز ساحبا وسنا عسكر قد فاض بالفضاء فضاء وملأ الملاء بما فاض الآلاء وقد يسط عنبره فيلقه ملاته على الفلق وكأنما أعاد العجاج على ردى الضحى جنح الغسق وسار مسارا بالأحوال الحوالى مروية وأحاديث فتوحاتة الغوالي من الطرق العوالي مطوية مدارج مناحيه، وعلى ما تنشره الآمال من الأماني، وقد جلت وعلت من مغارس النصر ومطالعة المجاني
والمجابي.
والإسلام يخطب من القدس عروسًا ويبذل لها من المهر نفوسًا ويحمل إليها نعمى ليصرف عنها بؤسي ويهدي بشري ليذهب عبوسًا وصرخه الصخرة المستدعية المستعذبة لأعدايها على أعدائها وإجابة دعائها وتلبية ندائها واطلاع زهر المصابيح في سمائها وإعادة الإيمان الغريب إلى وطنه ورده إلى سكونه وسكنه وإقصاء الذين أقصاهم اللَّه بلعنه من الأقصى وجذب قياد فتحه الذي استعصى وإسكات الناقوس بإنطاق الأذان وكف الكفر عنه بأمان الإيمان وتطهيره من أنجاس تلك الأرجاس وإدناس أدنى الناس وجاء الخبر إلى القدس الشريف بوصول السلطان فطارت قلوب من به رعبًا

الصفحة 250