كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

والدم والنار والنواقيس والنواميس قالوا وفيها صلب المسيح وقرب الذبيح وتجسد اللاهوت وتأله الناسوت واستقام التركيب وقام
الصليب ونزل النور وزال الديجور وازدوجت الطبيعة بالأقنوم وامتزج الموجود بالمعدوم وعمدت معمودية المعبود ومخضت البتول بالمولود وأضافوا إلى متعبدهم من هذه الضلالات فأضلوا فيه عن نهج الدلالات.
وقالوا دون مقبرة ربنا نموت وعلى جرف فوهتها نفوت وعنها ندافع وإلى ما فيه بقاؤنا نسارع وما لنا لا نقاتل وكيف لا ننازع ولا ننازل ولأي معنى نتركهم حتى يأخذوا وندعهم حتى يستخلصوا ما استخلصناه منهم ويستنقذوا.
وتأهبوا وتناهوا وما انتهوا وصبوا المنجنيقات واستشاطت شياطينهم وسرحت سراحينهم وطغت طواغيتهم ودعت دواعيهم وهاج هائجهم وماج مائجهم وعدت عوائدهم وسعت أفاعيهم وحضهم قساوسهم وحرضتهم رؤوسهم وحركتهم نفوسهم نجوى السوء جواسيسهم، وأحزنهم ما عاينوه من إقبال العساكر الناصرية منصورة الجنود منشورة البنود مشهورة القواضب مشهورة الكتائب معقودة الضوامر بنار الهدى مسلولة. الظبا مطلوبة الربا مطلقة أعنة جيادها محققة مظنة طرادها أعنقها لها محققة مظنة طردها موئلة من اللَّه الظفر بلوغ مرادها قد سالت الوهاد بأكمامها وجالت الأعلام في أعلامها وسدت الفجاج أفواجها ومدت العجاج أمواجها وحجبت الغزالة عتباها وألهت الزبالة صرخاتها وجرت بالحمال

الصفحة 252