كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

رياحها وحكمت كالجبال رياحها واشتملت على الضراغم غيلها وأقبل بالعظائم قيلها ووافى كل واف بعهد ربه.
وكان لكف خطبه شاف لهم لقلبه خاف في لبوسه وأضل بيض الهند سواعده وفاضل خطاب الخطوب بوارقه ورواعده قال وأقبل السلطان بإقبال سلطانه وأبطال شجعانه وإقبال أولاده وإخوانه وأشبال مماليكه وغلمانه وكرام أترابه وعظام أوليائه وغيلانه في تعاقب بالمناقب مغتبة وكتائب المواكب مكتبة وألوية صفر للاذا ببني الأصفر وبيض وسمر تزرق زرق العدى بالموت الأحمر وفوارس فوارس وكل من يبذل الشح بدينه النفوس والنفائس، وأصبح يسأل عن الأقصى وطريقه الأدنى وفريقه الأسنى ويذكر ما فتح اللَّه عليه بحسن فتحه من الحسنى، وقال: إن أسعدنا اللَّه تعالى وأعاننا على إخراج أعدائه من بيت المقدس فما أسعدنا، وأي يدله عندنا إذ أيدنا فإنه مكث في يد الكفر إحدى وتسعين سنة لم يقبل اللَّه تعالى فيه من عامل حسنة، وكان هم الملوك دونه متوسنة وخلت القرون وخلت الأعوام وهي عنه متخلية وغلف الفرنج
عليه متولية فما ادخر اللَّه فضيلة فتحه إلا لآل أيوب، ليجمع لهم بالقبول القلوب وخص به عصر الإمام الناصر الدين ليفضله به على الأعصار ولتفخر به مصر وعسكرها على سائر الأمصار، وكيف لا يهتم وبافتتاح البيت المقدس والمسجد الأقصى الذي هو على التقوى والرضوان مؤسس، وهو مقام الأنبياء وموقف الأولياء ومعبد الأتقياء ومراد أبدال الأرض وملائكة السماء وفيه المحشر والمنشر يتوافد أولياء اللَّه تعالى المعشر بعد المعشر وفيه الصخرة التي صيغت ابتهاجها من الأبهاج،

الصفحة 253