كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

وأقسم لا يبرح حتى بر قسمه ويرفع بأعلى علمه ويخطو إلى زيارة موضع القدم النبوية قدمه وصار واثقًا بكمال النصر وزوال العسرة مصغيًا إلى صرخة الصخرة وأقسم أن يسقى الفرنج من الحسرة كأسا مرة.
قال: ونزل السلطان غربي المسجد يوم الأحد خامس عشر رجب وقلب الكفر قد وجب وحرب الكفر قد شارف السبحى والشجب، والقدر قد أظهر العجب وكان في القدس حينئذ من جموع الفرنج ستون ألف مقاتل بين رامح ونابل قد وقفوا دون البلد يبارزون ويذبون ويحاجزون ويفاجرون ويناجزون ويدورون ويذبون ويحرضون ويصرخون ويلهثون وينفرثون ويحرنون ويقدمون ويحججون ويتململون ويقابلون ويتعاونون ويتضاعفون ويحزنون البلايا ويقتحمون المنايا، وقاتلوا أشد قتال ونازلوا أحدّ نزل وطافوا بصحاف الصفاح الظباء الظمأ من ماء الأرواح وجالوا بالأوجال وأجالوا أقداح الآجال وصالوا لقطح الأوصال والتهوا واستوقفوا وناشبوا ونشبوا واستهدفوا للسهام واستوقفوا للحمام.
وقالوا كل واحد منا بعشرين وكل عشر بمائتين ودون القمامة تقوم القيامة وبحب سلامتها نعلو السلامة ودامت الحرب واستمر الطعن والضرب قال: وانتقل السلطان يوم الجمعة العشرين من رجب إلى الجانب الشمالي وخيم هناك وضيق على الفرنج المسالك ووسع عليهم مهامه المهالك ونصب المجانيق وفر من آفاتها الأفاريق، وأصرح الصخرة بالصخور وحشر السوء منهم وراء السور فما عادوا يخرجون من السور الرؤوس إلا ويلقون البؤس والبوم اليؤس ويلقون على الردى النفوس والوجوه لقبل النضال مكشوفة، والقلوب للوجد بالقتال

الصفحة 255