كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

ملهوفة والأيدي على قوائم السيوف المفتوحة مضمومة والنفوس لاستبطاء الهمم في الاهتمام مهمومة وقواعد السور ونواجد شراريفه بالأحجار الخارجة من الكفار مهدومة مهنوم، فكان المجانيق مجانين يركبون ومنتجد ولا يرامون وجبال يجذبها حبال ورجال ينجدها جال وأمان الدواهي والمنايا وحوامل فرد البلايا ولا يخطر سهام القسى إلا بالخطر ولا يفطر مروها إلا مرارات ذي لفظ، فكم نجم من سمائها ينقض وصخر من أرضها يرفض وحجر من شرارها ينفض إلى أن عاد العدو يعد نظمه البتور البتور فصولا وخرق الخندق وحضر الرجف وظهر من أفق الفتح نورا وسهل الصعب واتبع النقب وبذل المجهود وحصل المقصود وأسلم البلد وقطع زناد خندقه وبرز ابن بارزان ليأمن من السلطان بموثقه وطلب الأمان لقوم فتمنع السلطان وتسامى في شومة وقال لا أمن لكم ولا أمان إلا أن نديم لكم الهوان ونزلكم من الخزي والذل والصغار على حكم القرآن وغدا
نملككم قسرا ونوسعكم قتلى وأسرى ونسفك من الرجال الدماء ونسلط على الذرية والنشابا لمسى المصيبة العظمى وأبامنيهم فتعرضوا للتضرع وتخوفوا وخوفوا عاقبة التضرع لما عن الأمان حرفوا وقالوا إنا أيسنا من أمانكم وخفنا من سلطانكم وخبنا من إحسانكم وأيقنا أنه لا نجاة ولا نجاح ولا صلح ولا صلاح ولا سلم ولا سلامة ولا نعمة ولا كرامة فالسبيل أن نقاتل قتال الدم، ونقابل الوجود بالعدم ونلقي أنفسنا على نهار ولا نلقي بأيدينا إلى التهلكة والعار ولا يخرج واحد منا حتى يخرج عشرة ولا تضمنا يد القتل حتى نرى أيدينا بالقتل منتشرة، وإما نحرق الدور ونخرب القبة وننزل عليكم في سبيلنا السبة ونقلع الصخرة

الصفحة 256