كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

وسماطه مقبل ومحياه يلوح ورياه يفوح، ويده ظاهرها قبله القبل وباطنها لعبة الأمل والقراء جلوس يقرءون، والشعراء وقوف ينشدون والأعلام تنشر والأقلام تسرر لتبثر والعيون من فرط المسرة تدمع والقلوب للفرحة بالنصر تخشع والألسنة بالابتهال إلى اللَّه تعالى تتضرع والكاتب ينشي ويوشي ويوسع والبليغ يسهب وهو جزء يضيق ويوسع.
قال العماد -رحمه اللَّه تعالى- وكتبت من البشائر بهذ الفتوح بما يفوح أرج نشره، ويحيى بحياة هذ السلطان آثار بره، وبشرت المسجد الحرام بخلاص المسجد الأقصى: وتلوت على الملة المحمدية شرع لكم من الدين ما وصى وهنأت الحجر الأسود بالصخرة البيضاء ومنزل الوحى بمحل الإسراء ومقر سيد المرسلين وخاتم النبيين بمقر الرسل والأنبياء ومقام إبراهيم الذي وفَّى بموضع قدم محمد المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: وتسامع الناس بهذ النصر الكريم والفتح العظيم فوفدوا للزيارة من كل فج عميق وسلكوا إليه في كل طريق وأحرموا من البيت المقدس إلى البيت العتيق وتزهوا من أزهار كراماته الروض الأنيق.
قال العماد وشرع الفرنج في بيع ما عندهم من الأمتعة واستخراج ذخائرهم المودعة وباعوها بأبخس الأثمان في سوق الهوان وباعوا بأقل من دينار ما يساوي عشرة وجدوا في ضم ما وجدوا من أمور لهم متيسرة وكنسوا كنائسهم وأخذوا منها نفائسهم ونقلوا منه الذهبيات والفضيات من الأواني والقناديل والحريريات والمذهبات من الستور والمناديل ونفضوا من الكنائس الكناين واستخرجوا من الخزائن الدفائن وجمع البطرك الكبير كل ما كان على القبر من صفائح التبر العسجد اللجين وجميع

الصفحة 260