كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

ما كان في قمامة من الجنسين والنسجين.
قال: فقلت للسلطان هذه أموال وافرة وأحوال ظاهرة تبلغ مائتى ألف دينار. والأمان إنما كان على أرواحهم وأموالهم النفائس، لا على أموال الكنائس فلا تتركها في أيدي هؤلاء الفجار.
أو كما أشار فقال: إذا أنار لنا عليهم نسبونا إلى الغدر وهم جاهلون بسر هذا الأمر، فنحن نجريهم على ظاهر الأمان ولا نتركهم يرمون أهل الإيمان بنكث الأيمان بل يتحدثون بما أفضاه من الإحسان فتركوا ما ثقل ويحملوا ما عز وخف ونفضوا من ترابهم وقمامة قمامتهم الكف، انتقل معظمهم إلى صور وبقى منهم زهاء خمسة عشر ألف امتنعوا عن مشروع الحق فاختصموا بمشروط الرق.
ولما تقدس القدس من رجس الفرنج أهل الفسق وخلع لباس الذل ولبس خلع العز أبى النصارى بعد أدء القطيعة أن يخرجوا، وتضرعوا في أن يسكنوا ولا يزعجوا وبدلوا حملًا من المال وقابلوا كل ما ألزموا به بالتزام وقبول وامتثال وأعطو الجزية عن يد وهم صاغرون وإنا فوقهم قاهرون ودخلوا في الذمة وخرجوا إلى العصمة وشغلوا بالخدمة واستعملوا في المهنة وعدوا المحنة في تلك المحنة.
قال صاحب الفتح القدسي: وكبر ما أظهر السلطان من الحسنات ومحاه من السيئات، وإنه لما تسلمه أمر بإظهار المحراب وحتم به أمر الإيجاب وكان الداوية قد بنوا في وجهه جدارا وتركوه للغلة هراء وقيل: كانوا اتخذوه مستراحا عدوانا وبغيا وبنوا في غربي القبلة دارا وسيعة وكنيسة رفيعة فأمر برفع ذلك الحجاب وكشف النقاب عن عروس المحراب وهذا ما قدامه من الأبنية، وأمر بتنطف ما حوله من الأفنية بحيث يجتمع الناس في الجمعة في العرصة

الصفحة 261