كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

أول سورة سبأ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [سبأ: 1] الآية وكان في قصده أن يذكر جميع تحميدات القرآن فخشي من الإطالة.
وقال: الحمد للَّه معز الإسلام بنصره ومذل الشرك بقهره ومصرف الأمور بأمره ومديم النعم بشكره ومستدرج الكفار بمكره الذي قدر الأيام دولا بعدله وجعل العاقبة للمتقين بفضله وأفاء على عباده من فضله وأظهر دينه على الدين كله القاهر فوق عباده فلا يمانع والظاهر على خليقته فلا ينازع والآمر لما يشاء فلا يراجع والحاكم بما يريد فلا يدافع أحمده على إظفاره وإظهاره وإعزازه لأوليائه ونصره لأنصاره وتطهيره لبيته المقدس من أدناس الشرك وآثاره حمد من استشعر الحمد باطن شره وطاهر أطهاره وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد شهادة من أظهر بالتوحيد قلبه وأرضى به ربه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله رافع الشك وداحض الشرك وقامع الإفك الذي أسري به ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السموات العلى إلى سدرة المنتهى {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى} [النجم: 15: 17] صلى اللَّه وعلى خليفته أبي بكر الصديق السابق إلى الإيمان وعلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أول من رفع عن هذا البيت المقدس شعار الصلبات وعلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان ذي النورين جامع القرآن وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب مبيد الكفر ومزلزل الشرك ومكسر الأوثان وعلى آله وأصحابه
والتابعين لهم بإحسان، أيها الناس: أبشروا برضوان اللَّه الذي هو الغاية القصوى والدرجة العليا واشكروه على ما يسر على أيديكم من استرداد هذه الضالة وردها إلى مقرها من الإسلام بعد ابتذالها في أيدي

الصفحة 264