كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

اللَّه ورسوله، واقطعوا فروع الكفر واجتثوا أصوله فقد نادت الأيام بالتارات الإسلامية والملة المحمدية، اللَّه أكبر فتح اللَّه ونصر وغلب اللَّه وقهر وأخذل من كفر، واعلموا رحمكم اللَّه تعالى أن هذه فرصة فانتهزوها وفريسة فأخرجوا لها هممكم وأبرزوها وسيروا إليها سرايا عزماتكم وجهزوها فالسعادة "بأمايرها" والمكاسب بذخائرها وقد ظفركم اللَّه -تعالى- بهؤلاء الأعداء المخذولين، وهم مثلكم أو يزيدون فكيف وقد أضحى قبالة الواحد منكم عشرون وقد قال اللَّه تعالى {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 65، 66]، أعاننا اللَّه وإياكم على اتباع أوامره والانزجار بزواجره وأيدنا معاشر المسلمين بنصر من عنده {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ} [آل عمران: 160].
إنه أشرف مقال يقال لي مقام وأنفذ سهام تمزق عن قسي الكلام وأمضى قول
تحلى به الأفهام الواحد الفرد العزيز العلام ثم استعاذ وبسمل وقرأ أول سورة الحشر ثم دعا للخليفة أمير المؤمنين الناصر لدين اللَّه تعالى وللسلطان فقال: اللهم أدم سلطان عبدك الخاضع لهيبتك الشاكر لنعمتك المعترف بموهبتك سيفك القاطع وسهمك اللامع المحامى عن ذنبك الدافع الذاب عن حرمك الممانع السيد الملك الأجل جامع كلمة الإيمان وقامع عبده الصلبان صلاح الدين والدنيا سلطان الإسلام مطهر بيت المقدس من أيدي المشركين بن أيوب محيي دولة أمير المؤمنين.
اللهم عم بدولته البسيطة واجعل ملائكتك براياته محيطة وأحسن عن الدين الحنيفي واشكر عن الملة المحمدية حزبه وقضاه. اللهم زين للإسلام مهجته ووف للأنام حوزته وانشر في المشارق والمغارب دعوته. اللهم فكما

الصفحة 269