كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

فتحت على يديه بيت المقدس بعد أن ظنت الظنون فافتح على يديه داني الأرض وقاصيها وملك صلبان الكفرة ونواقيسها فلا تلقى منهم كنيسة إلا مزقتها ولا جامكة إلا فرثتها ولا طائفة بعد طائفة إلا ألحقتها بمن سبقها، اللهم اشكر عنه سيدنا محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- سعيه ذا القدر والقد في المشارق والمغارب، اللهم وأصلح به أوساط البلاد وأطرافها.
اللهم. . . الفجار وانشر دوابر ملكه على الأمصار اللهم ثبت فيه وفي عقبته. . . اليأس وشد عضده. . . بقوله {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: 90]، وصلى في المحراب وافتتح بسم اللَّه الرحمن الرحيم وقرأ أم الكتاب وأم بذلك الأمة وتم نزول الرحمة وكمل حصول النعمة، ولما أتت الصلاة انتشر الناس وانتهى الإيناس وانعقد الاجتماع واطرد القياس وجرت حالات وتوالت مسرات، وصلى السلطان في قبة الصخرة والصفوف بها على سعة الصحن متصلة والأمة على اللَّه تعالى بدوام نصر السلطان الملك الناصر مبتهلة والأيدي مرفوعة والدعوات لديه مسموعة، ثم رتب السلطان في المسجد الأقصى خطبًا، استمرت خطبته واستقرت رتبته.
قال العماد رحمه اللَّه تعالى: وأما الصخرة فكان الفرنج قد بنوا عليها كنيسة ومذبحًا ولم يبغوا ولم يتركوا للأيدي المتبركة

الصفحة 270