كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

للعيون المدركة ملمسًا ولا مسطحًا،
وقد زينوها بالصور والتماثيل وعينوا بها مواضع الرهبان ومحط الإنجيل، وكملوا بها أسباب التعظيم والتبجيل، وأفردوا بها لموضع القدم قبة صغيرة مذهبة على أعمدة الرخام منتصبة وقالوا محل قدم المسيح وكان فيها صور لأنعام مثبتة والصخرة المقصودة المزورة بما عليها من الأبنية مستورة وتلك الكنيسة المعموة، فأمر السلطان بكشف نقابها ورفع حجابها وحسر لثامها وقسر رخامها وفض بنائها وقض عطابها وإبرازها للزائرين وإظهارها للناظرين ونزع لبوسها وزفاف عروسها وإخراج درها من الصدف واطلاع بدرها من السدف وهدم سجنها وفك رهنها وإبداء وجهها الصبيح وجلاء شرفها الصريح وردها إلى الحالة الحالية والقيمة الغالية والرتبة العالية فعادت كما كانت في الزمن القديم، واستجلى الناظرون وجه حسنها الوسيم وما كان يظهر منها قبل الفتح إلا قطعة من تحتها قداسا أهل الكفر في تحتها فظهرت الآن أحسن ظهور وسفرت أيمن سفور وأشرقت القناديل من فوقها فكانت نورًا على نور وعمل عليها حظيرة من شبابيك حديد والاعتناء من ذلك الوقت، وإلى الآن بحمد اللَّه تعالى في كل يوم يزيد.
ورتب السلطان في قبة الصخرة إماما من أحسن القراء تلاوة وأنداهم صوتا وأسماهم في الديانة صيتا وأعرفهم بالقراءات السبع بل العشر وأطيبهم

الصفحة 271