كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

العلماء: رأيت في بعض المجاميع أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب رحمه اللَّه تعالى لما كثرت في البلاد الساحلية فتوحاته وأوجعت في أهل الكفر سهامه وسطواته، كان لا يجاسر على فتح بيت المقدس لكثرة ما فيه من الأبطال والعدد والرجال ونبال وكونه كرسي دين النصرانية وأيدي غلبة الفرنج عليه إذ ذاك مختومة قوية، وكان ببيت المقدس يومئذ شاب مأسور من أهل دمشق فكتب أبياتًا على لسان القدس الشريف وأرسلها إلى السلطان صلاح الدين.
يأيها الملك الذي ... لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة ... تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طهرت ... وأنا على شرفي منجس
فأخذته غيرة الإسلام وكانت الأبيات هي الداعية له على فتح بيت المقدس، ويقال: إن السلطان وجد في الشاب صاحب الأبيات أهلية فولاه الخطابة واستمر به فيها، وتوفي السلطان صلاح الدين في صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة وقد سطرت مثوبة هذا الفتح المبين في صحائف حسناته. وأرجو أن يسكنه اللَّه تعالى في أعلى غرفات جناته، وهذا البيت المقدس من لدن فتحه العزيز في أيدي المسلمين مقصود بالزيارة والتعظيم على مر السنين، وبقاؤه في أيدي أهل الإسلام من الكرامة المستمرة إن شاء اللَّه تعالى إلى يوم القيامة انتهى.
وهنا تزيل الفتح أحب المؤلف أمتع اللَّه تعالى بفوائده وأجراه في الطاقة الخفيفة على أجمل عوائده إثباته في هذا الكتاب تبصرة وذكرى

الصفحة 274