كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

أخذت بالأمان، ثم سار إلى حصن كوكبة ونازله وحاصره ثم أخذه بالأمان في نصف ذي القعدة من سنة أربع وثمانين وخمسمائة، فيالها من سنة ما كان أبركها على المسلمين وفي سنة خمس وثمانين حشد الفرنج وجيشوا واستحاشوا وخرجوا من مدينة صور قاصدين عكا "واجتمعت الرهبان" والقسوس وجماعة من المشهورين" ولبسوا السواد وأظهروا الأسف والحزن على بيت المقدس وأخذهم بطرك القدس الذي أخذ السلطان بيته المشرف على كنيسة قمامة وجعله خانقاه للصوفية "يقرأ فيها القرآن العظيم ويجهر فيها الأذان والذكر الحكيم"، ورحل بهم إلى بلاد الإفرنج وجعلوا يطوفون البلاد ويستغيثون ويستنصرون بالملوك والأكابر من أهل الملة المسيحية وصوروا صورة المسيح وقد جرحه وأسال دمه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على وجهه، فعظم ذلك على الفرنج وأخذتهم الحمية حمية الجاهلية وحشدوا حتى انتهى إليهم من الرجال والأموال ما لا يحصى.
وذكر بعض من كان معهم أنهم انتهى بهم الطواف إلى رومية "المدائن" الكبرى
فخرجنا

الصفحة 276