كتاب إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى (اسم الجزء: 1)

في شوال سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة فنزلت الفرنج بيرون ثم ملكوها بغير كلفة وفي سنة أربع وتسعين جاء الخبر بوفاة طغتكين وهو أخو السلطان صلاح الدين وكان صاحب اليمن وملك بعده ولده إسماعيل فظلم وغشم وأساء السيرة ورام الخلافة ولقب نفسه بالهادي ولم يتم له أمر، وفي سنة خمس وتسعين وخمسمائة مات العزيز فبادر أخوه الأفضل وتوجه على مصر وملك ولد أخيه العزيز وكان الولد صبيًا وكان الأفضل أتابكة ثم أخذ الأفضل جيوش مصر.
وأقبل إلى دمشق وحاصرها وبالغ وأحرق الحواضر وفعل كل قبيح ثم دخل البلد
ووصل إلى باب البريد فحمل عليه وعلى من معه من أصحاب الملك العادل وكسرهم كسرة شنيعة فرجعوا من حيث جاءوا، وضعف الأفضل وطال الحصار ودخلت سنة ست وتسعين وخمسمائة والأفضل وأخوه الظاهر بعساكرهم ظاهر دمشق قد حفروا عليهم خندقًا من عندهم إلى "بلداو" خوفًا من كبسة عمهم العادل وعظم الغلاء بدمشق ونفدت خزائن العادل "بمصر" على جنده وبدَّل المسلمون

الصفحة 281