كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)

* عَلَيكِ مِثْلُ الَّذِي صَلَّيتِ ... * البيت
وَقِيلَ: إِنَّمَا سُمِّيَ المُصَلِّي مُصَلّيًا تَشْبِيهًا لهُ بالمُصَلِّي مِنَ الخَيلِ (¬1)، وَهُوَ الَّذِي يَجِيءُ وَرَأْسُهُ عِنْدَ صَلَا السَّابِقِ، والصَّلَوَانُ: مَا اكْتَنَفَ ذَنَبَ الفَرَسِ؛ لأنَّ الإمَامَ يَتَقَدَّمُ وَيَتبعُهُ المَأْمُوْمُ.
والصَّلَاةُ -أَيضًا-: الرَّحْمَةُ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: صَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ، فَيَجُوْزُ أَنْ تَكُوْنَ الصَّلَاةُ مِنْ ذلِكَ، لِمَا يُنَالُ بِهَا مِنَ الرَّحْمَةِ والغُفْرَانِ عَلَى مَذْهَبِهِمْ في تَسْمِيَةِ الشَّيءِ باسْمِ الشَّيءِ إِذَا كَانَ مِنْهُ بِسَبَبٍ.
- و"التَّكبِيرُ": قَوْلُكَ: اللهُ أَكْبَرُ، وَهُوَ تَعْظِيمُ الله، وَهُوَ تَفْعِيلٌ مِنَ الإكبَارِ بِمَعْنَى الإجْلَالِ.
- و"الإحْرَامُ": قَوْلَ ذلِكَ في الصَّلَاةِ؛ لأنَّه يَحْرُمُ عَلَيهِ كُلَّ عَمَلٍ يُنَافِي الصَّلَاةَ، ويُقَالُ: أَحْرَمْتُ الشَّيءَ وحَرَّمْتُهُ بِمَعْنًى، وَمِنْهُ إِحْرَامُ الحَجِّ.
- و"الرُّكُوْعُ": الانْحِنَاءُ والانْخِفَاضُ، قَال الأضْبَطُ بنُ قُرَيعٍ (¬2):
¬__________
= عَلَيكَ مثلُ الَّذي صَلَّيتِ فاغتَمِضِي ... يَوْمًا فَإِنَ لِجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجِعا
من قصيدة له مشهورة أولها:
بَانَتْ سُعَادُ وأمْسَى حَبْلَها انْقَطَعَا ... وَحَلَّتِ الغَمْرَ فَالجدَّين فَالفَزَعَا
والشَّاهِدُ في تهذيب اللُّغة (12/ 236)، وفيه "نَوْمًا" والتَّقفِيَة للبَنْدَنِيجِيِّ" (667)، واللِّسان، والتَّاج (صلى).
(¬1) جاء في أساس البلاغة (258)، وغيره: "سَبَقَ رَسُوْلُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وصَلَّى أَبُو بَكْرٍ رضي الله تَعَالى عَنْهما.
(¬2) شاعرٌ تَمِيميٌّ سَعْدِيٌّ، من رَهْطِ الزَّبرقانِ بنِ بَدْرٍ، جَاهِلِيٌّ قَدِيمٌ، أَحَدُ المُعَمَّرِينَ في الجَاهِلِيَّةِ، اجْتَمَعَ لَهُ المَوْسِمُ والقَضَاءُ في عُكَاظ، وهو أَحَدُ قَادَةِ مُضَر، قَادَ سَعْدًا كُلَّهَا لِحِمْيَرَ =

الصفحة 118