كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)
يَا نَبِيءَ اللهِ، فَقَال: لَسْتُ نَبِيءَ اللهِ، ولكِنِّي نَبِيُّ اللهِ" فَأنَكرَ الهِمْزَة. وهَذَا حَدِيثٌ مُنكرٌ لا يُلْتفَتُ إِلَيهِ لِوُجُوْهٍ:
- مِنْهَا: أَنَّ نَافِعًا قَرَأَهُ بالهَمْزِ فَلَمْ يُنكرْ عَلَيهِ ذلِكَ، وَهُوَ أَحَدُ السَّبْعَةِ القُرَّاءِ، وَقَدْ عَلِمْنَا أَنَّ القِرَاءَاتِ السَّبْعِ مَأْخُوْذَ عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -.
- ومنْهَا: أنَّ أَهْلَ اللُّغَةِ حَكَوا أَنَّ لُغَةَ قُرَيشٍ هَمْزُ النَّبِيءَ، وَهُوَ - صلى الله عليه وسلم - لا يُنكرُ لُغَةَ قَوْمِهِ.
- وَمنْهَا: أَن عَبْدَ اللهِ بنَ رَوَاحَةَ (¬1) أَنْشَدَه:
¬__________
= حُمْرَانُ ضَعِيفٌ، وقال النَّسَائِي: لَيسَ بِثِقَةٍ. وَقَال أَبُو دَاوُدَ: كَانَ رَافِضِيًّا" (ت 130 هـ). يُراجع: معرفة القُرَّاء (1/ 70)، وهو في تاريخ البُخَارِيّ (3/ 80)، وميزان الاعتدال (1/ 604)، وتهذيب التهذيب (3/ 25)، وغاية النِّهاية (1/ 261).
(¬1) صَحَابِيّ جَلِيلُ القَدْرِ، خَزْرَجِيُّ النَّسَبِ، أَنْصَارِيٌّ، شَاعِرٌ مُقَدَّمٌ (ت 8 هـ) من شُعَرَاءِ الإسْلَام، له ديوان اعْتَنَى بنَشْرِهِ أُسْتَاذنا حَسَن مُحَمَّد بَاجَوْدة سنة (1972 م) في مكتبة دار التُّراث بالقاهرة، كَمَا نَشَرَهُ الدُّكْتُور وليد قصَّاب سَنَةً (1402 هـ) في مكتبة دار العلوم بالرياض.
أخبارُهُ في: طبقات ابن سعد (6/ 2 / 79)، والجرح والتَّعديل (5/ 50)، وسير أعلام النُّبلاء (1/ 230)، والإصابة (4/ 82)، وشذرات الذهب (1/ 12). ولم يرد البيت المذكور في شعره، لا في جمع شيخنا، ولا في جمع الدُّكتور وليد، ولهما العذر في ذلِك، فالبيت ليس له، وإنمَا هُوَ لِلْعَبَّاس بن مِرْدَاسٍ السُّلَمِي الشَّاعِر المشهورِ ابنِ الخَنْسَاءُ الشَّاعِرَةُ، وهو صَحَابِيٌّ له ديوان مَطْبُوع سَنَةَ (1388 هـ) في بغداد بتحقيق الدُّكتور يحيى الجبوري، والبيت فيه ص (95)، وهو أوَّلُ القَصِيدَةِ هُنَاكَ، وقد خَرَّجَهُ المُحَقِّقُ تَخْرِيجًا حَسَنًا أَحْسَنَ اللهُ عَمَلَهُ. وعجزه هناك:
* بالحَقِّ كلُّ هُدَى السَّبيل هُدَاكَا *
والشَّاهد في كتاب سيبويه (2/ 126)، والكامل (2/ 958)، والمقتضب (1/ 162، 2/ 210)، وجمهرة اللُّغة لابن دُريد (1028)، والصِّحَاح، واللِّسان، والتَّاج "نَبأ".
الصفحة 139