كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)

فَتَنْتُ الذَّهَبَ في النَّارِ: إِذَا اخْتبَرْتُهُ فِيهَا، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالى (¬1): {وَفَتَنَّاكَ فُتُونًا}. والتَّعْذِيبُ، ومِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬2): {فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}، والصَّدُّ والاسْتِذْلَالُ، وَمِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬3): {وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ}، والإشرَاكُ والكُفْرُ، وَمِنْهُ [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬4): {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}. والعِبْرَةُ والعِظَةُ، ومِنْهُ: [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬5): {لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. والحَرْبُ والحَرَجُ. وَيُقَالُ: فَتَنَة وأَفْتَنَةُ، قَال الشَّاعِرُ (¬6):
¬__________
(¬1) سورة طه، الآية: 45.
(¬2) سورة البروج، الآية: 10.
(¬3) سورة المائدة، الآية: 49.
(¬4) سورة البقرة، الآية: 191.
(¬5) سورة يونس.
(¬6) هو: أَعْشَى هَمْدَان ديوانه "الصُّبح المنير" (340). ولِهَذَين البَيتينِ حِكَايَةٌ رَوَاهَا المُعَافَى بنُ زكَرِيَّا النَّهْرَوَانِيُّ في كِتَابِهِ "الجَلِيسُ الصَّالحُ" 1/ 199، 3/ 247، 298)، قَال: "حَدَّثَنَا محمدُ بن مَخْلَدٍ قَال: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَكْرِ بنِ خَالِدٍ، قَال: حَدَّثَنَا أَبُو العَبَّاسِ دَاوُدُ بنُ رَشِيدٍ، قَال: حَدَّثَنَا أَبُو نُمَيلَةَ، عَن عَمْرِو بنِ زَائِدَةَ، قَال: حَدَّثَتْنِي امرأةٌ من بني أَسَدٍ قَالتْ: زَفَفْنَا عَرُوْسًا في الحَيِّ فَمَرَرْنَا بِسَعِيدِ بنِ جُبَيرٍ والمُغَنِيّة تَقُولُ:
لَئِنْ فَتَنَتنِي لَهِيَ بالأعمْسِ أَفتَنَتْ ... ............ البيتان
قَال ابنُ مَخْلَدٍ: قال سَعِيدٌ: كَذَبَ". ويُراجع: الذَّخَائِر (5) رقم (383)، والإمتاع والمُؤَانَسَة (66)، والخَصَائص (3/ 315)، واللِّسان، والتَّاج (فتن) والمصادرُ الأخِيرَةُ "مُفادة من هامش الجَليس". قَال اليَفْزُنِيُّ في "الاقْتِضَابِ": "واللُّغَةُ المَشْهُوْرَةُ فَتنتُ الرَّجُل، وَأَهْلُ نَجْدٍ يَقُوْلُوْنَ: أَفْتنتُ" وَيُرَاجِع: فعلت وأفعلت لأبي حاتِم السِّجِسْتَانِيِّ (91)، وفَعَلْتَ وَأَفْعَلْتَ للزَّجَّاجِ (72)، وَمَا جَاءَ عَلى فَعَلْتَ للجَوَالِيقِيِّ (59).

الصفحة 145