كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)
[كتَابُ السَّهْو] (¬1)
(العَمَلُ في السَّهو)
-[قَوْلُهُ]: "لَبسَ عَلَيهِ" [1] الرِّوَايَةُ -بالتَّخْفِيفِ- يُقَالُ: لَبَسْتُ عَلَيهِ الأمْرَ أَلْبِسُهُ لَبْسًا: إِذَا خَلَطْتَهُ عَلَيهِ، قَال [الله] تَعَالى (¬2): {وَلَلَبَسْنَا عَلَيهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} وأَمَّا الثَّوْبُ فَيقالُ فِيهِ: لَبِسْتُ أَلْبَسُ لُبْسًا.
- وَقَوْلُهُ: "أهِمُ في صَلَاتِي" [3]. المَعْرُوْفُ في هَذَا عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ: وَهِمْتُ أَوْهَمُ وَهْمًا (¬3): إِذَا غَلِطْتَ، ووَهَمْتُ أَهِمُ وَهْما: إِذَا أَذْهَبْتَ (¬4) وَهْمَكَ إِلَى الشَّيءِ، وأَوْهَمْتُ أُوْهِمُ إِيهَامًا: إِذَا أَسْقَطْتَ، وَهُوَ المُرَادُ في الحَدِيثِ المَذْكُوْرِ.
¬__________
(¬1) الموطَّأ رواية يحيَى (1/ 100)، ورواية مُحَمَّد بن الحسن (65)، ورواية سُوَيدٍ (140)، رواية القَعْنَبِيِّ (190)، والاستذكار (2/ 262)، والمُنْتَقَى لأبي الوليد (1/ 171)، والقبس لابن العَرَبِي (1/ 244)، وتنوير الحوالك (1/ 120)، وشرح الزُّرْقَانِي (1/ 191).
(¬2) في (س): "قال سبحانه" سورة الأنعام، الآية: 9، ويظهر أنَّ الناسخ ضَرَبَ بالقلم على قوله: {وَلَلَبَسْنَا عَلَيهِمْ مَا يَلْبِسُونَ} ووضع مكانها لفظة "الآية" ولكن لم أتبين ذلِكَ تَمَامًا لِذَا أَبْقَيتُهَا كَامِلَة.
(¬3) بكَسْرِ الهَاءِ في الماضي، وفَتْحِهَا في المضارع، مثل فَرَحَ يَفْرَحُ.
(¬4) في (س) "ذَهَبَ".
الصفحة 149