كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)

المَسْأَلةِ وَتَخَاطَأْتُ، أَي أَظْهرتُ لَهُ أَنّكَ مُخْطِئ، وَلَسْتَ كَذلِكَ.
و"ومهْنَة" [17]. يَجُوْزُ كَسْرُ المِيمِ وَفَتْحُها، فَمَنْ فَتَحَ أَرَادَ المصدَرَ، وَمَنْ كَسَرَ أرَادَ الهيئَةَ، وأَنكرَ (¬1) الأصمَعِيُّ كَسْرَ المِيمِ، وَحَكَى اللِّحيانِيُّ. مَهنْتُ القَوْمَ أَمهنهم مَهْنَةً وَمِهْنَةً ومَهْنًا ثَلاثُ لُغَاتٍ: إِذَا خَدَمتَهم، وَلَم يُفَرِّقْ بَينَهُمَا وحَقِيقَتُهُمَا في صِنَاعَةِ النَّحو أَنَّ المَهْنَ المَصدَرُ الدَّالُ عَلَى النَّوع المُجَرَدِ مِنَ الكِمِّيّةِ والكَيفِيةِ. والمَهْنَةُ -بِفَتْحِ الفَاءِ-: المَرَّةُ الوَاحِدَةُ الدَّالَّةُ عَلَى الكِمِّيّةِ، والمِهْنَةُ -بِكَسْرِ الفَاءِ-: الهيئَةُ والكَيفِيةُ.
- و"الحَرَام" [17]: المُحرِمُ، وجمعُهُ: حُرُمٌ، وَمِنْهُ: [قَوْلُهُ تَعَالى] (¬2): {وَأَنتُم حُرُمٌ}.
- وَ"الحَرَّة" [18]: كُلُّ أَرضٍ سَوْدَاءُ ذَاتُ حِجَارَةٍ كَأَنّها مَحرُوْقَة (¬3)، وَجَمعُها: حَرَّاتٌ، وَحِرَارٌ، وَحَرُّوْن، وَأَحَرُّوْنَ. وحِرَارُ العَرَبِ المَشْهُوْرَةِ خَمْسٌ (¬4): حَرَّةُ بني سُلَيمٍ، وحَرَّةُ لَيلَى، وحَرَّةُ رَاجِلٍ، وحَرَّةُ واقِمٍ بالمَدِينَةِ،
¬__________
(¬1) في الأصل: "وأنكسر".
(¬2) سورة المائدة، الآية: 1.
(¬3) في (س): "سوداء الحجارة كأنَّها محرقة".
(¬4) ذَكَرَ البَكْرِيُّ في مُعجم ما استعجم (435)، وياقوتُ الحَمَويُّ في مُعجم البُلدان (2/ 245) "حِرَارُ دِيَارِ العَرَبِ" فَأَوْرَدَا جُملَة مِنْها؛ ذَكَرَ البَكْرِيُّ تِسْعَ عَشْرَةَ حَرَّةً، وذَكَرَ يَاقُوْتُ الحَمَويُّ ثَمَانِيًا وَعِشْرِينَ حَرَّةً. ولا يَصِحُ أن يُقَال: إِنَّمَا قَصَدَ المُؤَلِّفُ هُنَا حِرَارَ المَدِينة: لأننا نَقُوْلُ: إِنَّه صرَّحَ أنَّها حِرَارُ العَرَبِ؛ لَا حِرَارُ المَدِينَةِ، وبعضُ هذِهِ الحِرَارِ لَيسَ في المدينة، وقَد ذَكَرَ الفَيرُوْزَآبادِيُّ في كتابه "المَغانم المُطَابة" (108 - 114) عَشْرَ حِرَار في المَدِينَةِ النَّبَويَّةِ على سَاكِنِها أَفْضلُ الصَّلاةِ والسلامِ، وَلَيسَ الحِرَارُ الخَمسُ التي ذَكَرَها هِيَ المَشْهُوْرَةِ كَمَا يَقُوْلُ، =

الصفحة 166