كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)

وحَرَّةُ النَّارِ لِبني عَبْسٍ.
¬__________
= [شعره: 73]:
لَو أنَّ المَنَايَا حِدْنَ عَنْ ذِي مَهابَةٍ ... لَكَانَ حَضِيرٌ حِينَ أَغْلَقَ وَاقِمَا
حَضِيرُ الكَتَائِبِ: أَحَدُ سَادَاتِ العَرَبِ ... وأَوْرَدَ حَدِيثًا فيه ذِكْرُ حرَّةَ وَاقِم. ويُراجع: مُعجم البُلدان (2/ 287)، قَال: "إِحدَي حرتي المَدِينَةِ وهي الشرقِيةُ سُمِّيَتْ بِرَجُلٍ من العَمَالِيقِ اسمُهُ وَاقِمٌ، وَكَانَ قَدْ نزَلَها في الدَّهْرِ الأوَّلِ، وَقِيلَ: وَاقِمٌ اسمُ أُطُم ... وأنْشَدَ لِلْمَرَّارِ [شِعرُهُ: 467 (شعراء أُميون)]:
بِحَرَّةَ وَاقِم والعِيسُ صُعرٌ ... تَرَى لِلِحَى جَمَاجِمِها تَبِيعَا
قَال: وَفِي هذه الحَرَّة وَقْعَةُ الحَرَّةِ المَشْهُوْرَةِ في أَيامِ يَزِيدِ بنِ مُعَاويَةَ سَنَةَ (63) ... " وفي المغَانم المُطابة (112) ذكر هذِهِ الحرَّة، وَذَكَرَ مَا قَال يَاقُوْت، وذَكَرَ خَبَرًا عَنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وَوَقْعَةَ الحَرَّةِ وأَطَال في ذلِكَ.
و"حَرَّة النارِ" في مُعجَمِ البَكْرِي (436)، ومُعجَمِ البُلْدَانِ (2/ 287). ونَقَلَ عن نَصر حَرَّةُ النارِ بينَ وَادِي القُرَى وتَيمَاء من دِيَارِ غَطَفَان، وسُكَّانُها اليَوْمَ عَنزة. وأَنْشَدَ شِعْرًا مِنْهُ للنابِغَةِ [ديوانه: 243 الأول منهما]:
إمَّا عُصِيتُ فَإني غَيرَ مُنفَلتٍ ... مِني اللّصَابُ فَجَنْبَا حَرَّة النَّارِ
نُدَافعُ الناسَ عَنْها حِينَ نركَبُها ... مِنَ المَظَالِمِ تُدعَى أُمَّ صَبَّارِ
قَال: وأَمُّ صَبَّار: اسمُ الحَرة ... " وَذَكَرَا حِكَايَة عن عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-. وفي المَغَانم المُطابة (111) مثل مَا قَال يَاقُوْت رَحِمَهُمَا الله.
والحَرَّةُ المذكور في حديث "الموطأ" في هذا الموضع لا يُرادُ بِها حرة بعينها، وإنَّمَا حَرَّرتُ مَا قَال المُؤَلفُ لِمَزِيدِ الفَائِدَةِ واللهُ تَعَالى أَعلَمُ.

الصفحة 168