كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)

[كتَابُ صَلاة اللَّيل] (¬1)
[مَا جَاءَ في صَلاةِ اللَّيل]
- " النُّعاسُ" [3]. نَوْمٌ خَفِيفٌ لا يَبْلُغُ الاسْتِغْرَاقَ، وَمِنْهُ قَوْلُ عَدِي بنِ الرِّقَاعِ (¬2):
وَكَأَنّها بَينَ النِّسَاءِ أَعَارها ... عَينَيهِ أَخوَر مِنْ جَاذِر جَاسِمِ
وَسْنَانُ أَقْصَدَهُ النُّعَاسُ فَرَنَّقَتْ ... فِي عَينهِ سِنَةٌ وَلَيسَ بِنَائِمِ
وقولُ امْرِئِ [القَيسِ] (¬3) /:
* فَإِمَّا تَريني لَا أُغَمِّضُ سَاعَة *
¬__________
(¬1) المُوَطَّأ رواية يحيى (1/ 117)، ورِوَايَة أبي مُصعَب (1/ 111)، ورواية محمَّد بن الحَسَن (73)، ورواية القَعنَبِي (165)، والمُنْتَقَى (1/ 281)، والقَبَس لابن العَرَبِي (1/ 285)، وتنوير الحوالك (1/ 138)، وشرح الزُّرقَانِي (1/ 240).
(¬2) هو عَدِيُّ بنُ زَيدِ بنِ مَالِكِ بنِ عَدِي بنِ الرقَاعِ العَامِلِي، من عَامِلَةَ حَي منْ قُضَاعَةَ شَاعِرٌ أُمَويّ، مُجِيدٌ، من مُعَاصِرِي جَرِير والفَرَزْدَقِ، له ديوانُ شِعرٍ حَسَنٌ مَلِيحٌ جَمَعَهُ وشَرَحَهُ الإمام اللُّغَوي أبو العباس أَحمَدُ بنُ يَحيَى ثعلَبٌ، طُبع في بَغْداد سنة (1407 هـ) حققه الدُّكتور نوري حمُّودي القَيسِي والدُّكتور حَاتِم بن صَالح الضامن. أَخْبَارُ عديّ في الأغاني (9/ 300)، ومُعجم الشُّعراء (86) وغيرهما. والبَيتَان في ديوانه (122)، وفيه: "وسْطَ النِّسَاءِ". وَجَاسمُ: اسمُ بَلْدَةٍ بالشامِ، قَال يَاقُوْتُ في مُعجَمِهِ (2/ 94): "اسمُ قَريَةٍ بينَها وبَينِ دِمَشْقٍ ثَمانيةُ فَرَاسخٍ على يَمين الطَرِيقِ الأعظَمِ إلى طَبَرِية ... " وَذَكَرَ بَيتَي ابنِ الرقَاعِ المَذْكورَين هُنَا. الوَسْنَانُ: النَّاعِسُ. ومَعنَى أَقْصَدَهُ: بَلَغَ مِنْهُ وأَجْهدَهُ، وهو ههنَا مُسْتَعَار، ويُقَالُ: رَمَاهُ فَأقصَدَهُ أي: قَتَلَهُ، هذَا أَصلُ الكَلِمَةِ. وَرَتَّقَتْ: دَارَتْ ومَاجَتْ "من شرح الديوان المذكور".
(¬3) ديوانه (105) وعجزه:
* مِنَ اللَيلِ إلَّا أَنْ أَكِبَّ فَأَنْعَسَا *

الصفحة 173