كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)
فِيهِمَا مَعًا وتْرٌ -بِكَسْرِ الفَاءِ- ويَكْسُرُوْنَ وَاو الوتْرِ، وتَصرِيف الفعل من الوترِ الَّذي هُوَ العَدَدُ (¬1) أَوْتَرْتُ أوترُ إِيتَارًا، وَمِنَ الذِي هُوَ الذَّحلُ: وَتَرتُهُ أَتِرُهُ وَتْرًا وترَةً (¬2).
- وقَوْلُهُ: "اسْتِخفَافًا" [14]: بالنَّصبِ، عَلَى وَجْهِينِ: أحَدُهُمَا: أَنْ يَكُوْنَ مَصدَرًا وُضِعَ مَوْضِعَ الحَالِ؛ كَأنَّهُ قَال مُسْتَخِفًا بِحَقِّهِنَّ فَيَكُوْنُ مِنْ بَابِ:
جِئْتُهُ رَكْضًا وَعدوًا، أي: رَاكِضًا وَعَادِيًا.
والثاني: أَنْ يَكُوْنَ مَفْعُوْلًا مِنْ أَجْلِهِ.
- وَ"الأسوة، الإسْوة" [15]: القُدوَة (¬3).
- قَوْلُهُ: "وَالسَّمَاءُ مُغْيِمَةٌ" وَ [يروَى] (مُغِيمَةٌ) [19]. يُقَال: أَغَامَتْ، وَغَامَتْ، وغَيَّمَت، وتَغَيَّمَتْ (¬4).
¬__________
= في تفسيره عن الفَرَّاء قَوْلَهُ: "الكَسْرُ لِقُرَيش وتَمِيم وأَسَدٍ، والفَتْحُ لأهْلِ الحِجَازِ". وفي المُحَرَّرِ الوَجِيز: "بكسر الواو؛ وهي لغةُ تَمِيمٍ وبَكْر" فلعل صحة العبارة في كتاب ابن الجَوْزِيِّ: "الكَسْرُ لِبَكْرٍ وَتَمِيم وَأَسَدٍ ... ". وفي تاج العَرُوس: (وَتَرَ) قَال -بعدَ ذِكْرِ القِرَاءَتَينِ-: "وَهُمَا لُغَتَانِ مَعْرُوْفَتَانِ، وَقَال اللِّحيَانِي: أَهْلُ الحِجَازِ يُسَمُّوْنَ الفَردَ: الوترَ، وأَهْلُ نَجْد يَكْسُرُوْنَ الوَاو، وهي صَلاةُ الوتْرِ والوترِ [الفَتْحُ] لأهلِ الحِجَازِ والكَسْرُ لِتَمِيمٍ".
(¬1) في (س): "تقول في العدد والذَّحل معًا".
(¬2) الصِّحَاح، واللسان، والتَّاج (وَتَرَ) والجمهرة (1/ 395، 396).
(¬3) بِضَمِّ الهمزَةِ وكَسْرِها كَذَا عن الكِسَائِيِّ وغيره. يُراجع: إِصلاح المَنْطق (115)، وتهذيبه (296)، وترتيبه "المشوف المعلم" 1/ 69)؛ قال: حكاهما الكسائي.
(¬4) يُراجع: فَعَلْتَ وَأَفْعَلْتَ لأبِي حَاتمٍ (175)، وَفَعَلْتَ وَأَفْعَلْتَ لِلزَّجَّاجِ (70)، وجاء في كتاب ما يُقال فيه فَعَلْتَ وأَفْعَلْتَ لأبي مَنْصُور الجَوَالِيقِيِّ (57): "غَامَتِ السَمَاءُ وَأَغَامَتْ وَأَغْيَمَتْ وَتَغيمَت". ويُراجع: الصحاح، واللسان، والتَّاج (غَيَمَ). وزادوا: أُغِيمَتْ.
الصفحة 180