كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)

رَوَاهُ يَحْيَى، وَرَوَاهُ سَائِرُهُم عَنْ جَابِرٍ أَنَّ عُمَرَ.
-[قَوْلُهُ: "بِعَنَاقٍ"] [230]. قَال القُتَيبِيُّ (¬1): يُقَالُ لِوَلَدِ المَاعِزَ حِينَ تَضَعُهُ أُمُّهُ ذَكَرًا كَانَ أَوْ أُنْثَى سَخْلَةٌ وبَهْمَةٌ، فَإِذَا بَلَغَ أَرْبَعَةَ أَشهُرٍ وفُصِلَ عَنْ أُمِّهِ قِيلَ لَهُ: جَفْرٌ، والأْنْثَى جَفْرَةٌ، [وعَرِيضٌ وَعَتُوْدٌ] (¬2) وإِذَا رَعَى وَقَويَ [وَجَمْعُهُ: عُرضَانٌ وعُدَّان وأَعْتِدَةٌ وَهُوَ في كُلِّ ذلِكَ]، وَجْدِيٌّ، والأُنْثَى: عَنَاقٌ. وَقَدْ زَعَمَ بَعْضُ المَالِكِيَّةِ (¬3) أَنَّ العَنَاقَ هِيَ العَنْزُ الثّنَيّةُ، وهَذَا غَيرُ مَعْرُوْفٍ.
- و"اليَرْبُوْعُ": دُوَيبَةٌ أَقَلُّ مِنَ الأرْنَبِ.
- و"الضَّبعٌ": نَوع مِنَ السِّبَاعِ، والأُنْثَى: ضَبُعٌ (¬4)، والذَّكَرُ: ضِبْعان (¬5)، والجَمْعُ ضِبَاع للذَّكَرِ والأُنْثَى (¬6)، فَإِنْ أَرَدْتَ الأنثَى خَاصَّةً قُلْتَ: أَصْبُغٌ (¬7).
¬__________
(¬1) القُتيبي هو ابن قُتيبَةَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِم، أبُو مُحَمَّدٍ الدَّينَوريُّ (ت 276 هـ). وَيُقَالُ فيه: "القُتْبِيُّ" و"القُتيبِيُّ" و"ابن قُتيبَةَ"، يُراجع: أدب الكاتب (154).
(¬2) عن "الاقتِضَابِ" لليَفْرُني، وهو إنَّمَا نَقَلَ عن المُؤَلِّفِ، وهو كذلك في "أدب الكَاتِب" وهو مصْدَرُهُمَا.
(¬3) النَّصُّ من هُنَا لأبِي عُمَرَ بنِ عَبْدِ البَرِّ. وَرَدَّ عَلَيهِ أبُو عمَرُ بقوله: "فلو كانت العناق عنزًا ثَنِيةً كَمَا زَعَمَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا لَقَال عُمَرُ فيها الغَزَال واليَرْبُوع والأرْنَب عَنز، وَقَضَى هُنا بالأرْنَبِ بِعَنَاقٍ ورواه عنه أَبُو عُبَيدٍ. وَلكِنَّ العَنَاقَ -عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ- مِنَ المَعِزِ مَا قد ولد أو ولد مثله.
وَالجَفْرَةُ -عند أهلِ العِلْمِ بالقُرْآنِ والسُّنَّةِ وَأَهْلِ اللُّغَةِ- من وَلَدِ المَعْزِ مَا أَكَلَ واسْتَغْنَى عَنِ الرِّضَاعِ. وَالعَنَاقُ: قيل: دُوْنَ الجَفْرِ، وَقِيلَ: فَوْقَ الجَفْرِ، ولا خِلافَ أَنّه من وَلَدِ المَاعِزِ".
(¬4) مضمومة الباء ويجوز تسكينها (ضَبعٌ).
(¬5) بكسر الضَّادِ، والأُنْثَى ضبعانة. قال ابنُ بَرِّي: "أما ضبعانة فَلَيسَ بِمَعْرُوْفٍ".
(¬6) نظيره: سَبُعٌ وسباعٌ.
(¬7) وَجَمْعُ المُذَكَّرِ خَاصَّةً "ضَبَاعِين" قَال اليَفْرُنيُّ: "هَذَا قَوْلُ ابنِ السِّيدِ، وَقَال غَيرُهُ: أمَّا الجَمْعُ =

الصفحة 402