كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)

* وَإِذا أُذِيْتَ بِبَلْدَةٍ .... *
بِضمِّ الهَمْزَةِ، وإِنَّمَا الصَّوَابُ فِيهَا: "وإِذَا أَذِيتَ ... " بِفَتْحِ الهَمْزَةِ، يُقَالُ: أَذَيَ الرَّجُلُ أَذىً مِثْلُ: عَمِيَ عَمًى. وَقَدْ غَلَطَ في هَذَا الفِعْلَ أَحَدُ القُرَّاءِ فَقَرَأ: {فَإِذَا أَذِيَ في اللهِ} (¬1) بِغَيرِ وَاوٍ، وَهِيَ قِرَاءَةٌ خَطَأٌ، وَلَوْ كَانَ هَذَا الفِعْلُ ثُلاثِيًّا لَقِيلَ في مُسْتَقْبِلِهِ: يَأْذِي مِثْلَ أتى يَأْتِي، وَهَذَا لَم يَقُلْهُ أَحَدٌ، وَمِثْلُهُ في الخَطأ قراءة الحسن: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطُوْن} و (¬2) تَوَهَّمَهُ جَمْعًا مُسْلَّمًا، وكَقِرَاءَةِ طَلْحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ: {قَال لَمَنْ حَوْلِهِ} (¬3) بالخَفْضِ، وَنَحْوُ هَذَا مِنَ القِرَاءَاتِ الَّتِي لَا خِلافَ بَينَ النَّحْويِّينَ أنَّها لَحْنٌ.
ويُقَالُ لِلْقَمْلِ والبَرَاغِيثِ، وكُلِّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأرْضِ مِنَ الحَشَرَاتِ: هَوَامٌّ، الوَاحِدُ: هَامَّةٌ مُشَدَّدةُ المِيمِ، سُمِّيَتْ بِذلِكَ لِهَمِيمِهَا وَهُوَ دَبِيبُهَا، يُقَالُ: هَمَّتْ تَهِمُّ هَمِيمًا وَهَمًّا.
- وَ [قَوْلُهُ: "بسُوْقِ البُرَمِ"] [239]. والبُرَمُ: القُدُوْرُ، ويُرِيدُ: سُوْقَ الفَخَّارِينَ، وَاحِدُهَا بُرْمَةٌ وَالبَرَمُ -بِفَتْحِ البَاءِ- ثَمَرُ الأرَاكِ (¬4).
¬__________
= وَإِذَا أُذِيتُ بِبَلْدَةِ وَدَّعْتُهَا ... وَلَا أُقِيمُ بِغَيرِ دَارِ مُقَامِ
(¬1) سورة العنكبوت، الآية: 10.
(¬2) سُورة الشُّعراء، الآية: 210، وهي قراءةُ مُحَمَّدِ بن السُّمَيفَعِ، وَالأعْمَشِ، يُراجع: إعراب القرآن للنَّحاس (2/ 503)، والمحتسب (2/ 133)، والبحر المحيط (7/ 46)، وفي الأصل: "الشَّياطين".
(¬3) سورة الشُّعراء، الآية: 25.
(¬4) اللِّسان (برم) قال: "وَقَدْ تكوْنُ البُرْمَةُ لِلأَرَاكِ والجَمْعُ: بُرَمٌ وَبُرَامٌ والمُبْرِمُ: مُجْتَنِي البُرَمِ، وَخَصَّ بَعْضُهُم مُجْتِنى بَرَمِ الأراكِ ... وَقَال: والبَرَمُ: ثَمَرُ الأرَاكِ فَإِذَا أَدْرَكَ فَهُوَ مرد فإذا =

الصفحة 405