كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)

تَشْكُو بِعَينٍ مَا أَكَلَّ رِكَابَهَا ... وَقِيلَ المُنَادِي أَصْبَحَ القَوْمُ أَدْلِجِي
وَحَمْلُ الشَيءِ عَلَى ظَاهِرِهِ أَوْلَى حَتَّى يَقُوْمَ دَلِيلٌ عَلَى خِلافِهِ.
- وَ"الفَيحُ": انْتِشَارُ الحَرِّ وَسُطُوْعُهُ. ومَعْنَى الإبْرَادِ: تأْخِيرُ الصَّلاةِ إِلَى أَنْ يَسْكُنَ الحَرّ ويُقَالُ: أَبْرَدَ القَوْمُ؛ إِذَا بَرَدَ عَلَيهِمُ الوَقْتُ، وانكسَرَتْ عَنْهُمْ شِدَّةُ الحَرِّ قَال الرَّاعِي (¬1):
دَأَبْتُ إِلَى أن يَنْبُتَ الظِّلُّ بَعْدَمَا ... تَقَاصَرَ حَتَّى كَادَ في الآلِ يَمْصَحُ
وَجِيفَ المَطَايَا ثُمَّ قُلْتُ لِصُحْبَتِي ... وَلَمْ يَنْزِلُوا أَبْرَدتُمُ فَتَروَّحُوا
- وَمَعْنَى قَوْلِ الفُقَهَاءِ: يَنْتَابُ من البَعْدِ، أَي: يَقْصُدُ، يُقَالُ: انْتَابَهُ يَنْتَابُهُ انْتِيَابًا، وَهُوَ مُنْتَابٌ.
- وَذَكَرَ أَنَّ عِكْرِمَةَ قَال لابْنِ عَبَّاس: أَرَأَيتَ مَا جَاءَ عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - في أُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ: "آمنَ شِعْرُهُ وَكفَرَ قَلْبُهُ"، فَقَال هُوَ حَقّ فَمَا أَنكرْتُمْ من
¬__________
(¬1) هو عُبَيد بنُ حُصَينٍ، من كبارِ شُعَراء العَصْرِ الأُمَويُّ، من مُعاصري جَرِيرٍ والفَرَزْدَقِ والأخْطَلِ، له شِعْرٌ كَثِيرٌ فُقِدَ أَغْلَبُهُ، جَمَعَ شَعْرُهُ الدُّكتور نَاصِر الحاني، واستُدرك عليه كثيرٌ. ثم الدُّكتور نُوري حَمُّودي القَيسِي، وهِلال ناجي، وأَخِيرًا جَمَعَه راينهرت وطُبع سنة (1401 هـ- 1980 م) في بيروت في سِلْسِلَة يُصْدرهَا المَعْهَد الألْمَانِي لِلأَبْحَاثِ الشَّرْقِيّة ببيروت، وهو أتَمّها وَأَوفَاها، وَمَا زَال الاسْتِدْرَاكُ عليه مُمْكِنًا، وَقَد وَقَعَ إليَّ أَبْيَاتًا لَمْ تَرِدْ في طَبْعَاتِهِ المَذْكُوْرَةِ، وهكَذا شَأْنُ الدَّوَاوين المَجْمُوْعَةِ. أَخْبُارُهُ في: الأغاني (24/ 205)، والشعْر والشُّعراء (1/ 327)، والخِزَانة (1/ 69). والبَيتَان في ديوانه (44) من شَوَارِدِ قَصيدة له في مَدْح بشر بن مروان ذكرها ابنُ مَيمون في مُنتهى الطلب، اسْتَدْرَكهَا المُحَقِّقُوْن في طبعتيه الثَّانِيَة والثّالِثَة، فالأولُ من البَيتينِ عن الكامل للمُبرِّد ... غيره، والثاني عن شَرْحِ سَقْطِ الزنْدِ لابنِ السِّيدِ البَطَلْيُوْسِيِّ ... وغيره.

الصفحة 46