كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)

لنا الجَفَنَاتُ الغُرُّ يَلْمَعْنَ بالضُّحَى ... وأَسْيَافُنَا يَقْطُرْنَ مِنْ نَجْدَةٍ دَمَا
فَأَوْقَعَ "الجَفَنَاتِ" و"الأسْيَافَ" لِلْعَدَدِ الكَثيْرِ، لأنَّ هَذَا مَوْضعُ افْتِخَارٍ لا يليقُ بِهِ الجَمْعُ القَلِيْلُ، فَهَذَا أَحَدُ الجَوَابَيْنِ.
والجَوَابُ الثَّانِي: أَنَّ أوْقَاتِ الصَّلاةِ -وإِنْ كَانَتْ خَمْسَةً فَإِنَّها تَتكرَّرَ في كلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ وتَتَوَالى فَصَارَتْ كَأَنَّهَا كَثيْرَةٌ، وإِنْ كَانَتْ خَمْسَةً، وهَذَا كَقَوْلهِمْ: شُمُوسٌ، وأَقْمَارٌ، ولَيْسَ في الوُجُوْدِ إلَّا شَمْسٌ وَاحِدَةٌ، وقَمَرٌ وَاحِدٌ، فَجَمَعُوْهَا لأجْلِ تَرَدُّدِهَا مَرَّةً بعْدَ مَرَةٍ. ويَجُوْزُ أَنْ يُقَال: إِنَّ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ
¬__________
= والشُّعَرَاءِ (305)، والأغَانِي (4/ 134)، والإصَابَة (2/ 62)، والخِزَانَة (1/ 111).
والبَيْتُ الَّذِي أَنْشَدَهُ المُولِّفُ في دِيْوَانُهُ (35) من قَصِيْدة يَفْتَخِرُ فِيْهَا بِقَوْمِهِ، أَوَّلهَا:
أَلمْ تَسْأَلِ الرَّبْعَ الجَدِيْدَ التَّكَلُّمَا ... بِمَدْفَعِ أَشْدَاخٍ فَبَرْقةِ أَظْلَمَا
وبَعْدَ الشَّاهِدِ قَولُهُ:
أَبى فِعْلُنَا المَعْرُوْفُ أَنْ نَنْطِقَ الخَنَا ... وَقَاتِلُنَا بِالعُرْفِ إلَّا تكَلُّمَا
أَبى جَاهُنَا عِنْدَ المُلُوكِ وَدَفْعُنَا ... وَمَلءُ جِفَانِ الشَيْزِ حَتَّى تَهَزَّمَا
فكُلُّ مَعَدٌّ قَدْ جَزَيْنَا بِصُنْعِهِ ... فَبُؤْسَى بِبُؤْسَاهَا وَبِالنُّعمِ أَنْعُمَا
ورد الشَّاهِدُ في الكِتَابِ (2/ 181)، والنُّكَتِ عليه للأعلم (999)، والمُقْتضب (2/ 188)، وتكْمِلَة الإيْضَاح (155)، وشَرْح أَبْيَاتِهِ "إِيْضاح شواهد الإيضاح" (1/ 421، 2/ 779)، والمُحتسب (1/ 187)، والخَصائِص (2/ 206)، وشَرْح المُفَصَّل "التَّخْمِيْر" (3/ 53)، وشَرْح المُفَضَّل لابن يعيش (5/ 10)، والخِزَانَة (3/ 430)، وقِصَّة تقْلِيْلِ الجَفَنَاتِ ... ونَقْد النَّابغة لَهُ في الأغَانِي (611)، والخِزَانَة (3/ 423). ويُرَاجَع: نَقْدُ الشَّعْرِ (611)، والبَدِيعْ (146)، وتَحْرِيْر التَّحْبِيْر (148) ...

الصفحة 5