كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)
[كِتَابُ الطَّهَارَةِ] (¬1)
[العَمَلُ في الوَضُوْءِ]
-[وَقَوْلُهُ تَعَالى] (¬2): {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}. وَذَكَرَ أَبُو الوَلِيدِ الوَقَّشِيُّ (¬3) رحمه اللهُ
¬__________
(¬1) الموطَّأ "رواية يحيى" (1/ 18)، ورواية أبي مُصْعَبٍ (1/ 20)، ورواية مُحَمَّد بن الحسن (35)، ورواية سُوَيدٍ (1/ 53)، وَروَايَة القَعْنَبِيِّ (95)، وتفسير غريب الموطأ لابن حَبِيبٍ (1/ 188)، والاسْتِذْكَار (1/ 156)، والمُنْتَقَى لأبي الوَليد (1/ 54)، والقبس لابن العَرَبِيِّ (1/ 138)، وتنوير الحوالك (1/ 39)، وشرح الزُّرْقَاني (1/ 42).
(¬2) سورة المائدة، الآية: 6.
(¬3) في (س): "وَذَكَرَ قَوْلَ الشَّافِعِيِّ ... " وَقَوْلُ الشَّافِعِيِّ هَذَا مَشْهُوْرٌ في الكُتُبِ، قَدِيمِ الذِّكْرِ فِيهَا، قال ابنُ جِنِّي في سرِّ الصِّناعة (1/ 123): "فأَمَّا مَا يَحْكِيهِ أصْحَابِ الشَّافِعِيِّ رحمه اللهُ عَنْهُ من أنَّ البَاءِ للتَّبْعِيضِ فَشَيءٌ لا يَعْرِفُهُ أَصْحَابُنَا، ولا وَرَدَ بِه ثَبْتٌ" ولعلَّه يَعْنِي بـ "أَصْحَابِنَا" أَهلُ العِرَاقِ الأحْنَافِ. يُراجع: الأمُّ للإمام الشَّافعي (1/ 26)، والمجموع للنَّوَويِّ (1/ 400).
وقَال الفَقِيه العَدْلُ أَبُو مُحَمَّدٍ عبدُ اللهِ بن أحمد بن قُدامة رحمه اللهُ في المُغْنِي (1/ 175): "ومِمَّن قَال بمَسْحِ البَعض الحَسَنُ والثَّوْرِيُّ، والأوْزَاعِيُّ، والشَّافِعِيُّ وَأَصْحَابُ الرَّأْي" وَكَانَ قَدْ قَال قَبْل ذَلك: "وَرُويَ عَنْ أَحْمَدَ يُجْزِئُ مَسحُ بَعْضٍ" ثُمَّ قَال: "إِلَّا أنَّ الظَّاهِرَ عن أَحْمَدَ رحمه اللهُ في حَقِّ الرَّجُلِ وُجُوْبَ الاسْتِيعَابِ، وأنَّ المَرْأَةَ يُجْزؤهَا مَسْحُ مُقَدَّمَ رَأْسِهَا" وَقَوْلُ المُؤَلِّفِ هُنَا: "وَمَا قَال الشَّافِعِيُّ غَير مَعْرُوْفٍ فِي كَلامِ العَرَبِ" قَال ابنُ قُدَامَةَ رحمه الله: وَقَوْلُهُم: البَاءِ للتَّبْعِيضِ غَيرُ صَحِيحٍ، ولا يَعْرِفُ أَهْلُ العَرَبِيَّةُ ذلِكَ. قَال ابنُ بَرَهَان: مَنْ زَعَمَ أنَّ البَاءَ تُفِيدُ التَّبْعِيضَ فَقَدْ جَاءَ أَهْلُ اللُّغَةِ بِمَا لَا يَعْرِفُوْنَهُ"، وَمَا قَالهُ ابنُ بَرَهَان في "شَرْحِ اللَّمَعِ" لَهُ (1/ 174) وَذَكَرَ جمْلَةً مِنَ الآيَاتِ القُرْآنِيَّة وَقَال: "أيُّ تَبْعِيضٍ فِي شَيءٍ مِنْ هَذَا" وَالصَّحِيح أَنَّ جَمَاعَةَ مِنَ العُلَمَاءِ ذَهَبُوا إِلَى جَوَازِ وُرُوْدِهَا بمَعْنَى "مِنْ" فَتكوْنُ للتَّبْعِيضِ، =
الصفحة 51