كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: 1)

[مَا لَا يَجِبُ مِنْهُ الوَضُوءُ]
- و"القَلْسُ": بسُكُوْنِ اللَّامِ- مَصْدَرُ قَلَسَ يَقْلُسُ: إِذَا خَرَجَ إِلَى فَمِهِ أَوْ حَلْقِهِ (¬1) شَيءٌ مِمَّا في جَوْفِهِ طَعَامًا كَانَ أَوْ مَاءً، وإِذَا أَرَدْتَ اسمَ الشَّيءِ الخَارِجِ قُلْتَ: قَلَسٌ مثل الهَدْمِ، تُرِيدُ المَصدَرَ. والهَدَمُ: اسمُ الشَّيءِ المُتَهَدِّمِ.
- وأما "القَيئُ" فيَكُوْنُ المَصْدَرُ مِنْ قَاءَ يَقِيئُ، ويَكُوْنُ الشَيءُ الَّذي يُتَقَيَّأُ بِلَا فَرْقٍ بَينَهُمَا فِي اللَّفْظِ، وهَذَا مِمَّا سُمِّيَ بِهِ الشَّيءُ بِفِعْلِهِ الَّذِي يَفْعَلُهُ كَقَوْلهِمْ لِلْعَينِ: طَرْفٌ ولَحْظٌ، ولْلأُذُنِ: سَمْعٌ، وَإِنَّمَا هِيَ في الحَقِيقَةِ مَصَادِرُ مِنْ قَوْلكَ: طَرَفَ وَلَحَظَ وسَمِعَ.

[تَرْكُ الوَضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ]
- " الصَّهْبَاءُ" [20]. أَرْضٌ بِجِهَةِ خَيبَرَ (¬2)، والسَّهْبَاءُ: بِئْرٌ لِبِنَي سَعْدٍ.
والسَّهْبَاءُ: -أَيضًا- بِئْرٌ لِسَعِيدِ بنِ العَاصِي (¬3).
- و"السَّويقُ" [20]. طَعَامٌ يُتَّخَذُ مِنْ قَمْحٍ يُحْرَقُ أَوْ شَعِيرٍ (¬4)، ثُمَّ يُدَقُّ فَيَكُوْنُ شبِيهُ الدَّقِيقِ، فَإِذَا احْتِيجَ إِلَى أَكْلِهِ ثُرِّيَ، أَي: بُلَّ بِلَبَنٍ أَوْ مَاءٍ أَوْ رُبٍّ
¬__________
(¬1) في (س): "إلى حَلْقِهِ أَوْ فَمِهِ".
(¬2) "الصَّهْبَاءُ" بِجِهَةِ خَيبَرَ مَعْرُوْفَةٌ. يُراجع: مُعجم ما استعجم للبكري (844)، ومعجم البلدان (3/ 345)، والمغانم المطابة (225). وأَمَّا "السَّهْبَاءُ" بِئْرُ سَعْد أَوْ سَعِيدِ، وذَكَرَ البَكْرِيُّ في "مُعْجَمِهِ" (3/ 762)، وقَال: "بِفَتْحِ أَوَّلهِ وإِسْكَانِ ثَانِيه، بَعْدَهُ باءٌ مُعْجَمَةِ بواحدةٍ على وَزْنِ فَعْلَاء: بئرٌ لِبَنِي سَعْدٍ ... " فَلَعَلَّها المَقْصُوْدةُ هُنَا، وَلَم يُحَدِّدْ مَكَانَهَا، واللهُ تَعَالى أَعْلَمُ.
(¬3) في (س): "لِسَعْدِ بنِ أَبي وَقاصٍ". وَسَعِيدٌ، هُوَ ابنُ العَاصِ بنِ أُمَيَّةَ الأُمَويُّ (ت 59 هـ).
(¬4) لَا يَزَالُ يُسْتَعْمَلُ في بَلْدَتِنَا عُنَيزَةَ على هَذ الصِّفَةِ، ويُسَمَّى بالاسم نَفْسِهِ.

الصفحة 67