كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: مقدمة)

يكن من أهل العِلْمِ، أو على الأقلِّ لم يكن من المشاهير فيه؛ لذلك لم أجد أحدًا من العُلَمَاءِ الَّذِين ذكروا سيرة حياته يذكرُ أنَّه قَرَأَ عَلَى أَبِيْهِ أوْ رَوَى عَنْهُ، ولَم يَرِدْ لأبِيْه أيُّ إشارةٍ في كُتُبِ التَّراجِمِ الَّتِي وَقَفْتُ عَلَيْهَا. وَعَرِفْنَا أنَّ لأبِي الوَليْدِ أخًا اسْمُهُ "عَبدُ الرَّحْمَن بن أَحْمَد" من خِلالِ تَرْجَمَة ابنه أَحْمَد بن عَبْد الرَّحْمَن بن أحمد.
- وابنُ أخيه أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمن بن أَحْمَد الوَقَّشِيُّ (¬1) له من الشُّهْرَةِ والتَّمَيُّزِ والمَكَانَةِ الاجْتِمَاعِيَّةِ في زَمَنِهِ مثلُ مَا لِعَمِّهِ بل أَزْيَدُ، فهو الشَّاعرُ، الكَاتبُ، الوَزِيْرُ "أَحَدُ الكُفَاةِ الأمْجَادِ وَالدُّهَاةِ الأَنْجَادِ" كَمَا قَال ابنُ الأبَّارِ (¬2) رحمه الله وقال: "وللوَقَّشِيِّ تَحْقِيْقٌ بالإحْسَان، وتَصَرُّفٌ في أَفَانِيْن البَيَانِ، وكتابي المُؤَلَّفُ في أُدَبَاءِ الشَّرقِ [الأندلُسيِّ] المُتَرجَمُ بـ "إِيْمَاضِ البَرْقِ" مُشْتَمِلٌ على كَثيْرٍ من شِعْرِه، وَمَدَحَهُ أَبُو عَبْدِ الله الرَّصَافِيُّ (¬3) بِمَا ثَبَتَ في دِيْوَانِهِ، وَأَعْرَبَ عن
¬__________
(¬1) أخباره في الذَّيل والتَّكملة (1/ 197)، والحُلَّةُ السِّيَرَاء (2/ 257)، ونفح الطيب (5/ 271).
(¬2) الحُلَّةُ السِّيَرَاء (2/ 257).
(¬3) هو مُحَمَّدُ بنُ غَالبٍ الرَّصَافِيُّ، من رَصَافَةِ بَلَنْسِيَة، أقام مُدة بغرنَاطة، وَسَكَنَ مَالقَةَ، وبها تُوفي سنة (572 هـ). أخباره في المُعجب (217)، والتكملة (327)، والإحاطة في أخبار غرناطة (2/ 505)، وغيرها. جَمَعَ شعره الدُّكتور إحسان عبَّاس، ونشره في دار الثقافة ببيروت سنة (1960 م)، وفي الإحاطة أشعارٌ لم ترد في ديوانه في طبعته تلك، أورد في الدِّيوان قصيدة له ص (68) ثمانية عشر بيتًا هي في الإحاطة 47 بيتًا، وأورد ثمانية أبيات من قصيدته في رثاء أبي مُحمَّدٍ الجذامي المالقي، وهي في الإحاطة 49 بيتًا، وأورد بيتًا واحدًا على حرف القاف، وفي الإحاطة تسعة أبيات، وفي الديوان: قال في غُلامِ حائك ثمانية أبيات هي في الإحاطة عشرة أبيات، وبيتان في الإحاطة هما من المقطوعة رقم (2) في =

الصفحة 16