كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: مقدمة)

قَال الحَافِط الذَّهَبِيُّ رحمه اللهُ: "رَأَيْتُ لَهُ كِتَابًا في السُّنَّة في مُجَلَّدين ... "، وَذَكَرَهُ ابنُ القَيِّمِ في نُونيّتِهِ المعروفة بـ "الكَافِيَة الشَّافِيَة"، عَاشَ رحمه الله تسعين عَامًا إلَّا شَهْرًا، وتُوفي سَنَةَ (429 هـ) في بلده طَلَمَنكةَ. ومن مؤلَّفاته "البَيَانُ في إعْرَاب القُرآن" و"الدَّليلُ إلى معرفةِ الجَلِيْلِ" في مائة جُزْءٍ، وله كِتَابٌ في فَضَائِل مالك، وكتابٌ في رجالِ المُوَطَّأ، وكتابٌ في شرح المُوَطَّأ، و"الرَّوْضَةُ في القِرَاءَاتِ" ... وغيرها. قَال ابنُ عَبدِ المَلِكِ المُرَاكِشِيُّ: "لَا نَعْرِفُ أحَدًا بينَ عُلَمَاءِ الأنْدَلُسِ يُبَارِيْه في كثرةِ التَّلامِيْذِ والطُلَّاب" ومن مَشَاهِيْرِ الآخذين عنه أبو عُمَرَ بنُ عبدِ البَرِّ، وأبُو مُحَمَّدِ بنُ حَزْمٍ، وصَاحِبُنَا أبُو الوَليْدِ الوَقَّشِيُّ. أخباره في: جذوة المقتبس (114)، وترتيب المدارك (4/ 749) (بيروت)، والصِّلة (1/ 44)، وبغية الملتمس (162)، وسير أعلام النُّبلاء (17/ 566)، ومعرفة القرَّاء (1/ 309)، والعبر (3/ 168)، وغاية النهاية (1/ 120)، والوافي بالوفيات (8/ 32)، وطبقات المفسرين (1/ 77)، والدِّيباج المذهب (1/ 178)، وشذرات الذَّهب (3/ 243)، وغيرها.
2 - وَمِنْهُم: أبُو مُحَمدٍ الشِّنْتِجَالِيُّ (ت 436 هـ):
عبدُ الله بنُ سَعِيْدِ بن لُبَّاجٍ الأمويُّ الشِّنْتِجَالِيُّ، رَحَلَ إلى المَشْرِقِ، وَجَاوَرَ بمكَّةَ -شَرَّفها الله- نحوًا من أربعين سنةً لا يقضي حَاجَتَهُ إلَّا خَارِجَ الحَرَمِ (¬1)، وَلَقِيَ بِمَكَّةَ أبا ذَرٍّ الهَرَويَّ، وَحَمَلَ عنه وعن جَمَاعَةٍ لقيهم هُنَاكَ، ثم انْصَرَفَ إلى
¬__________
= القَاضِي المذكور شَهَادَتَهُ.
(¬1) الهديُ هديُ محمد - صلى الله عليه وسلم -.

الصفحة 23