كتاب التعليق على الموطأ في تفسير لغاته وغوامض إعرابه ومعانيه (اسم الجزء: مقدمة)
وَعَتِيْق المَذْكُوْرُ أَحَدُ طَلَبَتِهِ، جَاءَ في هَامش تَرْجَمَة أَبِي الوَليْد في كِتَاب "الصِّلَة" (¬1)، وَقَدْ أَخْبَرَ بحِكَايَةٍ طَرِيْفَةٍ في ذلِك القَاضِي أَبُو القَاسِمِ بنُ حُسَيْنٍ -عَفَا اللهُ عَنْهُ- وَذلك أنَّه اشْتَهَى ... " وَهِيَ عِبَارةٌ مَبْتُوْرَةٌ؟ ! ودُفِنَ يَوْمَ الثُّلاثَاء بإِزَاءِ الجَامعِ القَدِيْمِ بِدَانِيَةَ. وَذكَرَ ابْنُ عَبْدِالمَلِكِ المَرَّاكُشِيُّ في "الذَّيْل والتَّكْملة" (¬2) أَنَّ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مُحَمَّدِ بنِ زهرٍ الإيَادِيَّ (¬3) الطَّبِيْبَ المَشْهوْرَ تُوفي بِدَانِيَةَ، ودُفِنَ بإزاءِ الجَامِعِ القَدِيْمِ مَعَ قَبْرِ أَبِي الوَليْدِ الوَقَّشِيِّ. وَذَكَرَ ابْنُ الأبارِ (ت 659 هـ) أَنَّ هَذَيْنِ القَبْرَيْنِ لَمْ يَكُوْنَا مَعْرُوْفَيْنِ في عَصْرِهِ. وَمَا ذَكَرْتُهُ في سَنَةِ وَفَاتِهِ مَحَلُّ اتِّفَاقِ أَغْلَبِ المُؤَرِّخِيْن وَمُتَرْجِمي سِيْرَتهِ وَنَقَلَ يَاقُوْتُ الحَمَويُّ في "مُعْجَمِ البُلْدَانِ" (¬4) عَن القَاضِي عِيَاضٍ، وَالحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ في "لِسَانِ المِيْزَانِ" (¬5) أَنَّ وَفَاتَهُ سَنَةَ (488 هـ) وَلَعَلَّ الأوَّلَ هُوَ الصَّحِيْحُ. وَعِبَارَةُ القَاضِي: وَقِيْلَ ... وَهِيَ عِبَارَة ضَعِيْفَةٌ.
آثَارُهُ (أشْعَارُهُ ومُؤَلَّفَاتِهِ):
أ- أشْعَارُه:
لَمْ يَكُنْ أَبُو الوَليدِ شَاعِرًا مَطْبُوعًا كَثيرَ الشِّعرِ جَيِّدَهُ وَإِنْ وَصَفَهُ صَاعِدٌ بأَنَهُ: "بَلِيغٌ، مُجِيْدٌ، شَاعِرٌ، مُتَقَدِّمٌ" (¬6) وَصَفَهُ يَاقُوْتٌ في "مُعْجَمِ الأُدَبَاءِ"
¬__________
(¬1) الصلة (2/ 654).
(¬2) الذيل والتكملة (5/ 37).
(¬3) ترجمته في طبقات الأمم (84).
(¬4) معجم البلدان (5/ 233).
(¬5) لسان الميزان (9/ 193).
(¬6) الصِّلة (653)، والمطرب (323).
الصفحة 44