كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور (اسم الجزء: 1)
الأوزاعي عن قرة به (¬1) ، وحسنه السيوطي (¬2) . والعجلوني وقال: ألَّف فيه السخاوي جزءاً (¬3) .
قوله تعالى (الْحَمْدُ لِلَّهِ)
قال الشيخ المفسر محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: لم يذكر لحمده هنا ظرفا مكانيا ولا زمانيا. وذكر في سورة الروم أن من ظروفه المكانية: السماوات والأرض في قوله (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض) الآية (¬4) وذكر في سورة القصص أن من ظروفه الزمانية: الدنيا والآخرة في قوله: (َهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَة) الآية (¬5) . وقال في أول سورة سبأ (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ) (¬6) (¬7) .
قال الطبري: حدثنا علي بن الحسن الخراز، قال: حدثنا مسلم بن عبد الرحمن الجرمي، قال: حدثنا محمد بن مصعب القرقساني، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن الأسود بن سريع: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ليس شيء أحب إليه الحمد، من الله تعالى، ولذلك أثنى على نفسه فقال: (الْحَمْدُ لِلَّهِ) .
ورجاله ثقات إلا مبارك بن فضالة صدوق، والإسناد حسن. ورواية الحسن البصري عن الأسود بن سريع قيل إنها منقطعة (¬8) . ولكن صرح الحسن
¬_________
(¬1) طبقات الشافعية الكبرى 1/6، 7، 12، 15.
(¬2) الجامع الصغير بشرح الفيض القدير 5/13.
(¬3) كشف الخفاء 2/119.
(¬4) الروم 18.
(¬5) القصص 70.
(¬6) سبأ 1.
(¬7) أضواء البيان 1/101.
(¬8) المراسيل لابن أبي حاتم ص 93.