كتاب فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

الميم وضمها؟ وزعم بعضهم أن المزاح؟ بالضم؟ وزنه مفعل أي أنه مزاح عن الحق، معدول عنه. وكان ابن الماجشون كثيراً ما ينشد هذين البيتين:
إنما للناس منا ... حسن خلق ومزاح
ولنا ما كان فينا ... من فساد وصلاح قال أبو عبيد: جاءنا عن بعض الخلفاء أنه عرض على رجل خلتين فقال: " كلاهما وتمرا " فغضب عليه، وقال: أعندي تمزح، فلم يوله شيئاً.
ع: أول من قال هذا عمرو بن حمران الجعدي (1) ، وكان في إبل لأهله يرعاها فمر به رجل قد جهده الجوع والعطش وبين يدي عمرو زبد وقرص وتمر، فقال له الرجل: أطمعني من زبدك أو من قرصك فقال له عمرو " كلاهما وتمراً " [أي كلاهما وأزيدك تمراً وقد يروى: كليهما وتمراً] (2) على إضمار الفعل في أول الكلام، ذكر ذلك سيبويه.
وقال ابن كرشم الكلابي (3) : الرجل الذي مر بعمرو بن حمران هو عائذ بن يزيد اليشكري وقال في ذلك عائذ:
إذا جاوزت مقفرةً رمتني ... إلى أخرى كتلك هلم جرا
فلما لاحني سغب ولوح ... وقد متع النهار لقيت عمرا
فقلت هلم زبداً أو سويقاً ... (4) فقال: كلاهما وتزاد تمرا
__________
(1) في س ط ص: الجعفري. والتصحيح عن الفاخر: 120 والميداني 2: 65.
(2) زيادة من س ط.
(3) في س ط ص: الكلبي، وابن كرشم هو علاقة (بكسر العين وتشديد اللام) وكان في أيام يزيد بن معاوية. وهو راوية عبيد بن شربة. وتختلف النقول في رسم (كرشم) فورد في ص ط بالشين، وفي الفهرست وفي معجم الأدباء لياقوت " كريم ". وقد نسب المتأخرون إليه كتاباً في الأمثال، وفي هذه النسبة نظر (راجع الفهرست: 89 وياقوت 12: 190) .
(4) ح: وتزيد تمراً.

الصفحة 110