كتاب فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

في الناس من يلتقطه فينميه (1) ويشيعه حتى يورط فيه قائله، فاحذره. وقال الأصمعي واسمه عبد الملك بن قريب: من أمثالهم في التحفظ " ربما أعلم فأذر " يريد أني قد أدع ذكر الشيء وأنا به عالم لما أحاذر من فتنته> (2) .
ع: أي رب كلام يعاب به الإنسان هو أشد عليه من أن يصال به. وقد قال الشاعر (3) :
وقد يرجى لجرح السيف برء ... وجرح الدهر ما جرح اللسان (4) :
جراحات السنان لها التئام ... ولا يلتام ما جرح اللسان> ويروى:
وجرح السيف تدمله فيبرا ... وجرح الدهر ما جرح اللسان وقال الآخر (5) :
والقول ينفذ ما لا تنفذ الإبر ... وقالوا: اللسان أجرح جوارح الإنسان، وقال ابن عباد الصاحب:
حفظ اللسان راحة الإنسان ... فاحفظه حفظ الشكر للإحسان فآفة الإنسان في اللسان ...
__________
(1) ف: فينمه، وفي الهامش: فينميه، وتقرأ أيضاً فيبثه.
(2) ف: من غبه.
(3) البيت في العقد 3: 81.
(4) البيت والذي يليه وردا معاً في المحاسن والأضداد: 16 والثاني منهما في تشبيهات ابن أبي عون: 273 ونهاية الأرب 2: 72 ونظام الغريب: 27.
(5) هو الأخطل كما في ديوانه: 105 والبيان 1: 158 وصدر البيت: حتى أقروا وهم مني على مضض.

الصفحة 24