كتاب فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

وقد روي هذا المثل عن الأحنف بن قيس أيضاً أنه خرج من عند معاوية وهو يقول: صدقني سن بكره (1) ، وذلك لكلام كان معاوية كلمه به.>
ع: روى الخليل وابن الأعرابي وغيرهما أن رجلاً ساوم رجلاً ببكر على أن يشتريه مسناً فقال البائع: هذا جمل؟ لبكر له؟ وقال المشتري: هذا بكر، فقال البائع: بل هو مسن. فبينما هما يتنازعان إذ نفر البكر، فقال صاحبه يسكن نفاره: هَدع هدع. فقال المشتري: صدقني سن بكره، وهدع كلمة للعرب تسكن بها صغار الإبل عند نفارها، ولا يقال ذلك لجلتها ولا مسانها.
قال أبو عبيد: ومن أمثالهم في التصديق قولهم: " القول ما قالت حذام ". قال: وسمعت غير أبي عبيدة يقول وأحسبه ابن الكلبي إن هذا المثل للجيم ابن صعب والد حنيفة وعجل؟ ابني لجيم؟ وكانت حذام امرأته، وقال فيها زوجها لجيم:
إذا قالت حذام فصدقوها ... فإن القول ما قالت حذام (2) فقد صدق " فسمى بذلك الصديق ".>
ع: حذام: أم عجل بن لجيم، وأن حنيفة البرشاء، سميت حذام لأن ضرتها البرشاء حذمت يديها بشفرة، وصبت حذام عليها جمراً فبرشت فسميت
__________
(1) انظر تفصيل الخبر في الميداني 1: 265.
(2) في ف: إن كان قاله، والمثبت هنا صحيح أيضاً.

الصفحة 41