كتاب فصل المقال في شرح كتاب الأمثال

ما في الدوابر من رجلي من عقل ... عن الرهان ولا أكوى من العفل قال أبو عبيد: ومن ذلك قولهم (1) " عير بجير بجره، نسي بجير خبره "
ع: معناه عير الأبجر آخر ليس به ببجره (2) الذي به ونسب إلى غيره داءه، ونسي خبره وأمره. وبجير تصغير أبجر كما أن زهيراً تصغير أزهر، ولما أسقط حرف الصفة من قوله عير بجير، عدى الفعل فنصب (3) . وكل ذي داء أو آفة هواه أن يكون بالناس مثل الذي به. ولذلك قال عثمان: ودت الزانية أن النساء كلهن زوان. وحكى الليثي (4) أنه قيل لأقرع (5) : ما كنت تتمنى؟ قال: أن يكون الناس قرعاً حتى أنظر إليهم بالعين التي ينظرون إليّ بها (6) .
قال أبو عبيد: ومثله (7) المثل السائر في الناس للمتوكل الليثي (8) :
لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم " ع: وقبله:
__________
(1) ف: قال أبو عبيد: ولنعامة في هذا مثل مبتذل هو قولهم....
(2) ط: ليس بخ بجر ببجره.
(3) س: فنصبه.
(4) هو الجاحظ لأنه ينسب إلى ليث بن بكر بن كنانة.
(5) س: للأقرع.
(6) س ط: بها إليّ.
(7) ط: ومنه.
(8) ترجمة المتوكل في طبقات ابن سلام 551 والأغاني 11: 39 والأبيات في حماسة البحتري: 117 ونسبها ف جامع بيان العلم 1: 195، 196 لأبي الأسود قال: وتروى للعرزمي، وفي اخزانة 3: 617 وانظر تخريجاً وافياً للأبيات في هامش تفسير الطبري 1: 569.

الصفحة 93