كتاب خريدة القصر وجريدة العصر - قسم شعراء العراق جـ 1

متقلّدي الذكر المنزّل فيهمُ ... إن نازلوا بَدلاً عن العَضْب الذَّكر
أنت ابن عمِّ المصطفى وسميُّه ... إبشر فإِنّك بعده خير البشر
من راحتيك المُزن في المَحْل احتدي ... وإلى سناك البدرُ في الليل افتقرْ
أدنى وليِّ في رضاك مُعَظّمٌ ... وأَجَلُّ ذي مُلْكٍ بسخطك مُحتقَرْ
أضحى حمى الباغي رضاك ممنّعاً ... بين الورى وغدا دم الباغي هَدَرْ
لو كنتَ في زمن النبيِّ لأُنزِلَتْ ... في هذه السِّيرِ التي لَكم سُوَرْ
بكم الورى في نعمة لا تَنقضي ... لا تنقضي والله نعمةُ من شَكَرْ
في أنفس بكم تُقَرُّ وألسن ... بكم تُقِرُّ وأعينٍ بكم تَقَرّْ
عصيكمُ لم يقضِ إلا نحبه ... من دهره ومطيعكم إلا الوَطَرْ
ومنها أصف ركوبه:
لما شفعتَ العزمَ وهو مؤيَّدٌ ... بالحزم أسفر بالمُنى منك السَّفرْ
وبرزتَ مثلَ الشمسِ تُشرق للورى ... وسَناك يحجُبُ عنك ناظِر مَنْ نظرْ
فِي شيبةٍ مفطورة للهِ من ... أنواره سبحانه فيما فَطَرْ
بيضاء يستسقى بها صوبُ الحيا ... وبأصلها إذ أجدبوا استسقى عمر

الصفحة 37