كتاب خريدة القصر وجريدة العصر - قسم شعراء العراق جـ 1

طال التردّد في البلاد فلم أفز ... منها على رغم العدوّ بطائلِ
أوَما رأيتَ البحر يغرَقُ دره ... ويخلّص الأزباد نحو الساحلِ
مُضَرَّيةٌ عذَلتْ على حبِّ الندى ... من ليس يسمع فيه عذْل العاذلِ
يا هذه لولا السماحة لم يكن ... عدم الكريم على ثراء الباخل
عنفت في حب السماحة مؤثراً ... عُدْمَ الكريم على ثراءِ الباخلِ
أوَ هَل يخاف العُدْمَ مَنْ وجَد الغنى ... من جودِ مولانا الإمام العادلِ
ولقد وردتُ فِناء بحرٍ للندى ... أغنى به عن أنهرٍ وجداولِ
في كفّه للجود خمسة أبحرٍ ... فَيّاضةٍ تُسْمى بخمس أنامِلِ
ممدود ظلِّ العدل ليس بزائلٍ ... معمودُ رُكن المُلك ليس بمائلِ
ومنها في صفة الجيش:
وَعَرَ مْرَمٍ لَجِبٍ كمنْهالِ النَّقا ... مَجْرٍ ومنهلِّ السحاب الهامِلِ
ستر الغزالةَ بالعجاجةِ مُطْلِعاً ... زُهر الأسِّنة في سماء قساطلِ
فالشمسُ ما بين العجاج كأَنّها ... بدرٌ تطلّع جُنْح ليلٍ لائلِ
والنقْعُ ينصل بالنصول خِضابُهُ ... فكأنّه لونُ الشباب الناصلِ
والمُقرَباتُ بأنْسُرٍ وقوائم ... تحكي قوادِمَ أنْسُرٍ وأجادِلِ
في مأزِقٍ لا يسمع الواغي به ... إلا أنينَ صَوارمٍ وصواهِلِ
والجيش مَن مَلك الجيوشَ برأيه ... في صائب وبجأشِه في صائلِ

الصفحة 42