كتاب خريدة القصر وجريدة العصر - قسم شعراء العراق جـ 1

أفاد المنايا والمنى فَوليُّه ... غدا للمنى يَقضي وحاسده يقضي
مهيبٌ يُغَضُّ الطرف دون لقائه ... يَغُضُّ حياءً وهو في الحقِّ لا يُغْضي
أفي يوسُفَ المستنجدِ الله قولُه ... كذلك كنّا ليوسُفَ في الأرض
ألا إنَّ أمراً ليس يُبرَمُ باسمه ... فإبرامه يُفضي سريعاً إلى النقض
وختم دوام المُلك فيه فلِلتُّقي ... على مُلكه ختمٌ يجلُّ عن الفَضِّ
لِسَيْبٍ وسيفِ كَفُّهُ حالتي نَدىً ... وبأسٍ فما تخلو من البسط والقبض
صرائمهُ في الحادثات صورامٌ ... إذا نَبت الآراء عن كشفها تمضي
بحزم لأسرار المقادير مُقتضٍ ... وعزم لأبكار الحوادث مُغْتضِّ
إمامٌ له ما يُسخط الله مسخطٌ ... وما غير ما يرضي الإله له مُرْضِ
لكَ النُّور مَوْصولاً بنور محمد ... أضاءَت به الأنساب عن شرفٍ مَحض
وظِلّك في شرق البلاد وغربها ... مَدِيدٌ على طول البسيطة والعَرْض
أنمْتَ عباد الله أَمْناً فلم تدع ... عيون العدى رُعباً تكحْلُ بالغمض

الصفحة 44