كتاب خريدة القصر وجريدة العصر - قسم شعراء العراق جـ 1

وما كنت أدري أنَّ فضليَ ناقصي ... وأن ظلام الحظّ من فيض نوره
كذلك طول الليل من ذي صبابةٍ ... يُخبّره عن عَيشه بقصوره
وما كنت أدري أنَّ عقليَ عاقِلي ... وأنّ سراري حادثٌ من سفوره
وكان كتاب الفضل باسمي مُعنونَا ... فحاول حظّي مَحوَهُ من سطورهِ
فيا ليت فضلي الآسري قد عَدِمتُه ... فأضحى فداءً في فكاك أسيره
أرى الفضلَ معتادٌ له خَسف أهلهِ ... كما الأفق معتادٌ خسوف بدوره
أقول لعزمي إنّ للمجد منهجاً ... سهول الأماني في سلوك وعوره
فهوّنّ عليك الصعب فيه فإِنمّا ... بأخطاره تَحظَى بوصل خطيره
وما لي يا فكري سواك مُظاهِرٌ ... وقد يستعين المبتلي بظهيره
فخلِّ معنّىً خاض في غمراته ... وحسبك معنى خضت لي في بحوره
وكن لي سفير الخير تسفرْ مطالبي ... فحظُّ الفتى إسفاره بسفيره
وقل للذي في الجدب أطلق جَدُّه ... سبيل الحيا حتى همى بدروره

الصفحة 58