كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش - ت: مشهور
وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
[51] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدُوَيْهِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : نَزَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدٍ ، فَاحْتَبَسَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، ثُمَّ جَاءَ ، فَقَالَ : عَشَّيْتُمْ ضَيْفَكُمْ ؟ قَالُوا : انْتَظَرْنَاكَ ، قَالَ : شَغَلَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ ، قُلْتُ : وَمَا حَدَّثَكَ أَبُو هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَانَ رَجُلٌ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، يُقَالُ لَهُ : جُرَيْجٌ ، وَكَانَ فِي صَوْمَعَتِهِ ، وَكَانَتْ رَاعِيَةٌ تَأْوِي إِلَيْهِ ، وَكَانَتْ أُمُّهُ تَأْتِيهِ فِي الْأَيَّامِ ، فَإِذَا سَمِعَ صَوْتَهَا قَطَعَ صَلَاتَهُ ، وَكَلَّمَهَا ، فَجَاءَتْهُ مَرَّةً فَدَعَتْهُ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ صَلَاتِي وَوَالِدَتِي ، فَلَمْ يُجِبْهَا ، فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ صَوْتِي ، ثُمَّ لَا يُجِيبَنِي فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى يَنْظُرَ فِي أَعْيُنِ الْمُومِسَاتِ ، يَعْنِي الزَّوَانِي ، وَكَانَ فِي قَوْمٍ يُنْكِرُونَ الزِّنَا ، فَحَمَلَتِ الرَّاعِيَةُ ، فَقِيلَ لَهَا : مِمَّنْ وَلَدْتِ ؟ قَالَتْ : مِنْ جُرَيْجٍ الرَّاهِبِ ، فَأَتَاهُ قَوْمُهُ ، فَدَعَوْهُ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ صَلَاتِي وَقَوْمِي ، فَجَعَلَ لَا يُجِيبُهُمْ ، فَلَمْ يَدَعُوهُ حَتَّى اسْتَنْزَلُوهُ ، فَقَالُوا : إِنَّ هَذِهِ تَزْعُمُ أَنَّهَا وَلَدَتْ مِنْكَ ؟ قَالَ : فَضَحِكَ ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ مَشَى قِبَلَ الصَّبِيِّ ، فَوَضَعَ عَلَيْهِ يَدَهُ ، فقَالَ : مَنْ أَبُوكَ ؟ قَالَ : فُلَانٌ الرَّاعِي ، كَانَ يَأْوِي اللَّيْلَ إِلَى الدَّيْرِ مَعَهَا ، فَقَالَ لَهُ قَوْمُهُ : إِنْ شِئْتَ بَنَيْنَاهَا لَكَ مِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ ، قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي بِذَلِكَ ، قِيلَ : فَمِمَّ ضَحِكْتَ ؟ قَالَ : ضَحِكْتُ أَنَّ وَالِدَتِيَ دَعَتِ اللَّهَ أَنْ لَا يُمِيتَنِي حَتَّى أَنْظُرَ فِي وُجُوهِ الْمُومِسَاتِ " . قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ دَعَتْ أَنْ يُخْزِيَهُ لَأَخْزَاهُ ، وَلَكِنْ دَعَتْ أَنْ يَنْظُرَ ، فَنَظَرَ " *
الصفحة 107