كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش - ت: مشهور
[56] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمْيَرِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " تَكَلَّمَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْمَهْدِ ثَلَاثَةٌ : عِيسَى ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ، وَصَاحِبُ الْحَبَشِيَّةِ . قَالَ : بَيْنَمَا امْرَأَةٌ تُرْضِعُ وَلَدَهَا ، إِذْ رَأَتْ رَجُلًا رَاكِبًا ، حَسَنُ الشَّارَةِ ، فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ لَا تُمِتِ ابْنِي حَتَّى تَجْعَلَهُ مِثْلَ هَذَا ، فَانْتَزَعَ فَمَهُ مِنْ ثَدْيِهَا ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَ هَذَا ، وَمَرَّ بِحَبَشِيَّةٍ تُجَرُّ ، وَقَدْ قَتَلَهَا أَهْلُهَا ، قِيلَ : هَذِهِ أُمَّةُ بَنِي فُلَانٍ ، قَتَلَهَا أَهْلُهَا ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا سَرَقَتْ ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا كَذَبَتْ ، فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ ، فَنَزَعَ فَمَهُ مِنْ ثَدْيِهَا ، وَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَ هَذِهِ ، فَقَالَتْ : دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَكَ مِثْلَ الرَّاكِبِ الْحَسَنِ الشَّارَةِ ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ لَا يَجْعَلَكَ مِثْلَ هَذِهِ الْحَبَشِيَّةِ الَّتِي قَتَلَهَا أَهْلُهَا ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا سَرَقَتْ ، وَأَنَّهَا كَذَبَتْ ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَ هَذِهِ ، فَقَالَ : دَعَوْتِ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِيَ مِثْلَ هَذَا الْمُخْتَالِ ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي مِثْلَهُ ، وَدَعَوْتِ اللَّهَ أَنْ لَا يَجْعَلَنِي مِثْلَ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّتِي أَدَّتْ حَقَّ مَوَالِيهَا ، فَقَتَلُوها ظَالِمِينَ ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا كَذَبَتْ ، وَلَمْ تَكْذِبْ ، وَزَعَمُوا أَنَّهَا سَرَقَتْ ، وَلَمْ تَسْرِقْ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَ هَذِهِ " *
الصفحة 116