كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش - ت: مشهور
[58] أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْخِضْرِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِيُّ ، حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ زِيَادٍ الْكَرِيزِيُّ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ ثَلَاثَةٌ : عِيسَى ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ، وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا " *
[59] وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَتَّاتُ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ ، حَدَّثَنَا عُرْوَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تَكَلَّمَ فِي الْمَهْدِ ثَلَاثَةٌ : عِيسَى ، وَصَبِيُّ كَانَ فِي حِجْرِ أُمِّهِ يَرْضَعُ مِنْهَا ، فَمَرَّ عَلَيْهِ فَارِسٌ ، حَسَنُ الشَّارَةِ ، فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تَرِنِي ابْنِي مِثْلَ هَذَا ، قَالَ : فَنَزَعَ فَمَهُ مِنْ ثَدْيِهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ قَالَ : وَمُرَّ عَلَيْهَا بِأَمَةٍ سَوْدَاءَ ، تُجَرُّ بِحَبْلٍ ، يُقَالُ : فَجَرَتْ ، وَلَمْ تَفْجُرْ ، فَقَالَتِ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَ هَذِهِ ، فَقَالَتْ : مَرَّ فَارِسٌ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَمُرَّ بِسَوْدَاءَ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، فَقَالَ : يَا أُمَّهْ ، إِنَّ هَذَا جُبَارٌ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأَمَةَ مُؤْمِنَةٌ ، يُقَالُ لَهَا : فَجَرَتْ ، وَلَمْ تَفْجُرْ . وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ : وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا مُتَعَبِّدًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي صَوْمَعَتِهِ ، وَكَانَ الرُّعَاةُ يُبَيَّتُونَ فِي أَصْلِ صَوْمَعَتِهِ ، فَحَمَلَتْ جَارِيَةٌ مِمَّنْ كَانَ يَرْعَى ، فَقِيلَ لَهَا : مِمَّنْ هَذَا ؟ فَقَالَتْ : مِنْ جُرَيْجٍ ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى مَلِكِهِمْ ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ لَهُ : انْزِلْ ، فَأَبَى ، فَأَمَرَ بِصَوْمَعَتِهِ أَنْ تُهَدَّمَ ، فَلَمَّا خَافَ أَنْ يَسْقُطَ نَزَلَ ، وَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ : أَنَّ أُمَّهُ جَاءَتْهُ ذَاتَ يَوْمٍ ، وَهُوَ يُصَلِّي ، فَنَادَتْ : يَا جُرَيْجُ ، يَا جُرَيْجُ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ أُمِّي وَصَلَاتِي ، فَصَلَّى ، وَلَمْ يُجِبْهَا ، ثُمَّ نَادَتْهُ الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ نَادَتْهُ الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ ، اللَّهُمَّ , إِنْ كَانَ جُرَيْجٌ سَمِعَ كَلَامِيَ ، وَلَا يُجِيبُنِي ، فَلَا تُمِتْهُ حَتَّى تَجْمَعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمُومِسَاتِ ، فَلَمَّا أَمَرَ الْمَلِكُ أَنْ يُقْتَلَ قَالَ : دَعُونِي أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، قَالُوا : صَلِّ مَا بَدَا لَكَ ، فَطَالَمَا غَرَرْتَ النَّاسَ بِصَلَاتِكَ قَالَ : وَالنَّاسُ إِلَى أَهْلِ الْخَيْرِ سِرَاعٌ ، قَالَ : فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ , تَعْلَمُ أَنَّ أُمِّيَ نَادَتْنِي وَأَنَا أُصَلِّي ، فَآثَرْتُ الصَّلَاةَ لَكَ عَلَى كَلَامِهَا ، اللَّهُمَّ , إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي صَادِقٌ فَخَلِّصْنِي مِنْ هَذَا ، فَقِيلَ لَهُ : ادْعُ بِالصَّبِيِّ ، فَقَالَ : أَيْنَ الصَّبِيُّ ؟ قَالَ : فَأُتِيَ بِهِ ، فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ ، ثُمَّ ضَرَبَ كَتِفَهُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى ، ثُمَّ قَالَ : مَنْ أَبُوكَ يَا غُلَامُ ؟ قَالَ : فُلَانٌ الرَّاعِي . قَالَ : فَقَالُوا : قَدْ بَهَتْنَاكَ يَا جُرَيْجُ وَضَرَبْنَاكَ ، دَعْنَا حَتَّى نَبْنِيَ لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ، أَعِيدُوهَا كَمَا كَانَتْ ، فَفَعَلُوا " *
الصفحة 119