كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش - ت: مشهور
[62] أَخْبَرَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ النَّقَّاشُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي مُحَمَّدَ بْنَ عِيسَى الطَّرَسُوسِيَّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ الْأَصْبَحِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : " الْعَجَائِبُ الَّتِي وُصِفَتْ فِي الدُّنْيَا أَرْبَعَةٌ : مَنَارَةُ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ عَلَيْهَا مِرْآةٌ مِنْ حَدِيدٍ ، يَقْعُدُ الْقَاعِدُ تَحْتَهَا قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ، وَبَعْدَ غُرُوبِهَا ، فَيَرَى مَنْ بَاعَدَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَالرُّومِيَّةِ ، وَسُودَانِيُّ مِنْ نُحَاسٍ عَلَى قَضِيبٍ مِنْ نُحَاسٍ عَلَى بَابِ الشَّرْقِيِّ بِالرُّومِيَّةِ ، فَإِذَا كَانَ أَوَانُ الزَّيْتُونِ صَفَرَ ذَلِكَ السُّودَانِيُّ صُفْرَةً فَلَا يَبْقَى سُودَانِيَّةٌ فِيهِ نَظِيرٌ ، إِلَّا جَاءَتْ وَمَعَهَا ثَلَاثُ زَيْتُونَاتٍ : زَيْتُونَتَانِ فِي رِجْلَيْهَا ، وَزَيْتُونَةٌ فِي مِنْقَارِهَا ، فَأَلْقَتْهُ عَلَى ذَلِكَ السُّودَانِيِّ ، فَجَمَعَهَا الرُّومِيَّةُ ، فَيَعْصُرُونَ مَا يَكْفِيهِمْ لِسُرُجِهِمْ وَإِدَامِهِمْ إِلَى الْعَامِ الْمُقْبِلِ ، وَرَجُلٌ مِنْ نُحَاسٍ عَلَى فَرَسٍ مِنْ نُحَاسٍ بِأَرْضِ الْيَمَنِ ، فِيمَا بَيْنَ الشَّجَرِ وَالرَّبَايِحِ ، يَدُهُ إِلَى وَرَائِهِ ، يَقُولُ : لَيْسَ وَرَائِي مَسْلَكٌ ، وَهِيَ أَرْضٌ رَجْرَاجَةٌ ، لَا يُقَرُّ عَلَيْهَا ، غَزَاهَا ذُو الْقَرْنَيْنِ ، فِي سَبْعِينَ أَلْفِ فَارِسٍ ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ نَمْلَةٌ كَالتَّجَانِيِّ ، وَإِنْ كَانَتِ النَّمْلَةُ لَتَخْتَطِفُ الْفَارِسَ عَنْ فَرَسِهِ ، وَبَطَّةٌ مِنْ نُحَاسٍ ، فِيمَا بَيْنَ الْهِنْدِ وَالصِّينِ ، بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا عِيَاضٌ ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ شَرِبَتِ الْبَطَّةُ حَاجَتَهَا ، وَمَدَّتْ مِنْقَارِهَا ، فَيَفِيضُ مَا فِيهَا مِنَ الْمَاءِ ، مَا يَكْفِيهِمْ لِزِرُوعِهِمْ ، وَمَوَاشِيهِمْ إِلَى الْعَامِ الْمُقْبِلِ " *
الصفحة 130