كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش - ت: مشهور

حَدِيثٌ آخَرُ
[98 ] أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمُؤَدِّبُ ، إِمْلَاءً ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، وَحُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ ، " أَنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ كَانَ مُتَمَرِّدًا عَلَى رَبِّهِ ، فَغَزَاهُ الْمُسْلِمُونَ ، فَأَخَذُوهُ سَلِيمًا ، فَقَالُوا : بِأَيٍّ نَقْتُلُهُ ، فَاجْتَمَعَ رَأْيُهُمْ عَلَى أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي قُمْقُمٍ عَظِيمٍ ، وَيُؤَجِّجُوا النَّارَ تَحْتَهُ حَشًا حَتَّى يُذِيقُوهُ طَعْمَ الْعَذَابِ ، وَلَا يَقْتُلُوهُ ، فَجَعَلَ يُدْعَوْا آلِهَتَهُ : يَا فُلَانُ , أَنَا كُنْتُ أَمْسَحُ وَجْهَكَ ، وَأَفْعَلُ وَأَفْعَلُ ، إِلَهًا إِلَهًا ، لِمَا خَلَّصْتَنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ ، فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يُغْنُونَ عَنْهُ شَيْئًا ، رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَدَعَا مُخْلِصًا ، وَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَصَبَّ عَلَيْهِ غَيْثًا مِنَ السَّمَاءِ ، فَأَطْفَأَ النَّارَ ، وَهَبَّتْ رِيحٌ ، فَحَمَلَتِ الْقُمْقُمَ ، فَجَعَلَتْ يُجَلْجِلُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ، وَهُوَ يَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، فَسَقَطَ عَلَى قَوْمٍ ، فَاسْتَخْرَجُوهُ ، فَقَالُوا : مَا أَنْتَ ؟ ، وَمَا أَمْرُكَ ؟ فَقَالَ : أَنَا مَلِكُ بَنِي فُلَانٍ ، فَقَصَّ عَلَيْهِمُ الْقِصَّةَ ، فَآمَنُوا " *

الصفحة 237