كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش - ت: مشهور

حَدِيثُ ذِي الرِّجْلِ
[100 ] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَحْمُودٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ زَيْدٍ ، قَالَ : " كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ عَابِدٌ فِي صَوْمَعَتِهِ ، فَحَسَدَهُ إِبْلِيسُ ، فَجَاءَ ، فَبَنَى بِجَنْبِ صَوْمَعَتِهِ بَيْتًا ، فَجَعَلَ يَدْعُو وَيَبْكِي ، وَلَا يَفْتُرُ مِنْ قِيَامٍ ، وَلَا يَنَامُ ، وَلَا يَفْتُرُ , قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ : إِنَّا لَنَنَامُ وَلَنَفْتُرُ ، وَلَا نَقْوَى عَلَى مَا تَقْوَى عَلَيْهِ يَا هَذَا قَالَ : فَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ : إِنِّي قَدْ أَصَبْتُ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا ، وَإِنِّي كُلَّمَا جَاءَنِي النَّوْمُ ، فَنَظَرْتُ فِي خَطَايَايَ ذَهَبَ عَنِّي النَّوْمُ ، وَإِنَّكَ لَوْ أَصَبْتَ شَيْئًا مِنَ الذُّنُوبِ كُنْتَ هَكَذَا ، وَذَكَرْتَ ذُنُوبَكَ ، فَبَكَيْتَ , قَالَ : فَقَالَ الْعَابِدُ : لَوَدِدْتُ أَنِّي أَصَبْتُ مِنَ الذُّنُوبِ حَتَّى تَجِيءَ بِمِثْلِ مَا جَاءَكَ قَالَ : فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ حَتَّى أَذْهَبَ بِكَ إِلَى ابْنَةِ فُلَانٍ الْمَلِكِ . قَالَ : فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ، نَزَلَ فَلَمَّا أَخْرَجَ رِجْلًا وَاحِدًا مِنَ الصَّوْمَعَةِ ، تَلَقَّاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَمِيكَائِيلُ ، فَقَالَ لَهُ : تَخْرُجُ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ إِلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ هَذَا إِبْلِيسُ . قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : خَرَجْتُ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ إِلَى مَعْصِيَتِهِ ، لَا تَرْجِعُ إِلَى الْأُخْرَى أَبَدًا ، فَمَكَثَ كَذَلِكَ رِجْلًا مِنْ دَاخِلٍ ، وَرِجْلًا مِنْ خَارِجٍ ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ " قَالَ : " فَإِنَّهُ لَذُكِرَ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ : حَدِيثُ ذِي الرِّجْلِ " *

الصفحة 241