كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش - ت: مشهور

حَدِيثٌ آخَرُ
[102 ] قَالَ أَبُو أَحْمَدُ بْنُ عَدِيٍّ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ فَرْضَخٍ ، حَدَّثَنَا خُمَيْمٌ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبِيبٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّجْمِ بَدْرٌ بن أحمد بن بدر الْغَنَوِيُّ ، حَدَّثَنِي مِلْحٌ ، خَالُ الْمُتَوَكِّلُ قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ مَنْصُورِ بْنِ عَمَّارٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : " سِحْتُ عَلَى شَطِّ الْبَحْرِ ، فَأَتَيْتُ عَلَى دِيرِ وفي الدير صَوْمَعَةٍ فِيهَا رَاهِبٌ ، فَنَادَيْتُهُ ، فَأَشْرَفَ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ لَهُ : مِنْ أَيْنَ يَأْتِيكَ طَعَامُكَ ؟ فَقَالَ : مِنْ مَسِيرَةِ شَهْرٍ ، قُلْتُ : حَدِّثْنِي بِأَعْجَبَ مَا رَأَيْتَ مِنَ هَذَا الْبَحْرِ ؟ قَالَ : تَرَى تِلْكَ الصَّخْرَةِ ؟ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَخْرَةٍ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ ، قُلْتُ : نَعَمْ , قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ كُلَّ يَوْمٍ طَائِرٌ مِثْلُ النَّعَامَةِ ، يَعْنِي كِبَرًا ، فَيَقَعُ عَلَيْهَا ، فَإِذَا اسْتَوَى وَاقِفًا تَقَيَّأَ رَأْسًا ، ثُمَّ تَقَيَّأَ يَدًا ، ثُمَّ رِجْلًا ، ثُمَّ يَدًا ، ثُمَّ رِجْلًا ، ثُمَّ يَدًا ، ثُمَّ رِجْلًا ، ثُمَّ تَلْتَئِمُ الْأَعْضَاءُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ اسْتَوَى إِنْسَانًا قَاعِدًا ، ثُمَّ يَهُمُّ لِلْقِيَامِ ، فَإِذَا هَمَّ لِلْقِيَامِ نَقَرَهُ نَقْرَةً ، فَأَخَذَ رَأْسَهُ ثُمَّ يَأْخُذْهُ عُضْوًا عُضْوًا ، كَمَا قَاءَهُ ، فَلَمَّا طَالَ عَلَيَّ نَادَيْتُهُ يَوْمًا ، وَقَدِ اسْتَوَى جَالِسًا ، وَقُلْتُ : أَلَا مَنْ أَنْتَ ؟ ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ ، وَقَالَ : هُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ ، قَاتِلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ هَذَا الطَّيْرَ ، فَهُوَ يُعَذِّبُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ " *

الصفحة 244