كتاب ذكر ابن أبي الدنيا وما وقع عاليا من حديثه

وَكَانَ إِلْفًا لأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي الدُّنْيَا وَصَدِيقًا لَهُ، قَالَ: مَضَيْتُ يَوْمًا مَعَ ابْنِ أَبِي الدُّنْيَا إِلَى الْقَاضِي يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ فِي حَاجَةٍ لابْنِ أَبِي الدُّنْيَا، فَسَأَلَ أَبُو بَكْرٍ الْقَاضِي: عَنْ حَالِهِ؟ فَقَالَ لَهُ الْقَاضِي كَمَا قَالَ سِيبَوَيْهِ:
الأَمْرُ فِي جَدٍّ وَأَنْتَ تَهْزِلُ
لا يَنْفَعُ الْهِلْيُونُ وَالأطريفلُ
انْخَرَقَ الأَعْلَى وَجَارَ الأَسْفَلُ
كَيْفَ تَجِدْكَ أَنْتَ، أَصْلَحَكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ؟ قَالَ: إِنَّا كَمَا قَالَ الأَوَّلُ:
أُرَانِي كُلَّ يَوْمٍ فِي انْتِقَاصٍ ... وَلا يَبْقَى عَلَى النُّقْصَانِ شَيُّ
طَوَى الْعَصْرَانِ مَا نَشَرَاهُ مِنِّي ... فَأَخْلَقَ جِدَّتِي نَشْرٌ وَطَيُّ
وَقَدْ رَوَى عَنْهُ الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ أَحَادِيثَ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ بِبِضْعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَرَوَى هُوَ أَيْضًا عَنِ الْحَارِثِ
13 - فَأَخْبَرَنَاهُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الشروطي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أَنْبَأَ أَبُو نُعَيْمٍ

الصفحة 358