كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش - ت: مشهور

حَدِيثُ الطَّيْرِ الْأَكْمَهِ
[25] أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ ، أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلْمٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ أَبَانَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شِعْبٍ بِالْمَدِينَةِ وَمَعِيَ الطَّهُورُ ، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَادِيًا ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنْ أَقْبِلَ ، فَأَتَيْتُهُ قَالَ : " ضَعِ الْمَاءَ وَادْخُلْ " فَدَخَلْتُ ، فَإِذَا أَنَا بِطَائِرٍ أَكَمَهٍ سَاقِطٍ عَلَى شَجَرَةٍ وَهُوَ يَضْرِبُ مِنْقَارَهُ ، قَالَ : فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ تَدْرِي مَا يَقُولُ ؟ " قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ الْعَدْلُ الَّذِي لَا تَجُورُ وَلَا تَخْفَى عَلَيْكَ خَافِيَةٌ ، خَلَقْتَنِي وَسَوَّيْتَ خَلْقِي ، وَحَجَبْتَ عَنِّي بَصَرِي ، اللَّهُمَّ قَدْ جُعْتُ فَأَطْعِمْنِي " قَالَ : فَأَقْبَلَتْ جَرَادَةٌ فَدَخَلَتْ بَيْنَ مِنْقَارِهِ ، فَأَطْبَقَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ جَعَلَ يَضْرِبُ بِمِنْقَارِهِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَلْ تَدْرِي مَا يَقُولُ ؟ " قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " يَقُولُ : مَنْ تَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَنْسَاهُ ، وَمَنْ نَسِيَهُ خَاطِئٌ يَائِسٌ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ ، الرِّزْقُ أَشَدُّ طَلَبًا لِصَاحِبِهِ مِنْ صَاحِبِهِ لَهُ " *

الصفحة 56