كتاب فنون العجائب لأبي سعيد النقاش - ت: مشهور

حَدِيثٌ
[35] أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيُّ ، أَنَّ أَبَا سَلْمَى الْقِتْبَانِيَّ ، حَدَّثَهُ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ خَرَجُوا يَرْتَادُونَ لِأَهْلِيهِمْ ، فَأَخَذَهُمُ الْمَطَرُ ، فَآوَوْا تَحْتَ صَخْرَةٍ ، فَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ، فَقَالُوا : لَا يُنْجِيكُمُ مِنْ هَذَا إِلَّا الصِّدْقُ ، فَلْيَدْعُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِأَفْضَلِ عَمِلٍ عَمِلَهُ ، فَقَالَ أَحَدُهُمُ : اللَّهُمَّ إِنَّهُ لِي ابْنَةُ عَمٍّ ، حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ ، فَأَرَدْتُهَا عَلَى نَفْسِهَا ، فَامْتَنَعَتْ عَلَيَّ ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَتْهَا سَنَةٌ ، فَعَرَضْتُ عَلَيْهَا أَنْ أُعْطِيَهَا مِئَةَ دِينَارٍ ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ نَفْسِهَا ، فَفَعَلَتْ ذَلِكَ ، فَلَمَّا كُنْتُ بَيْنَ رِجْلَيْهَا ، أَخَذَتْهَا رِعْدَةٌ ، قُلْتُ : مَا شَأْنُكِ ؟ قَالَتْ : إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ، قَالَ : فَتَرَكْتُهَا ، وَتَرَكَتْ لَهَا الْمِئَةَ دِينَارٍ ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا ابْتِغَاءَ رِضَاكَ ، وَاتِّقَاءَ سَخَطِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا ، فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ حَتَّى رَأَوْا مِنْهَا الضَّوْءَ ، ثُمَّ قَالَ الْآخَرُ : اللَّهُمَّ ، إِنَّهُ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ ، وَكَانَتْ لِي غَنَمٌ أَرْعَاهَا عَلَيْهِمَا ، فَكُنْتُ إِذَا رُحْتُ بِهَا ، جِئْتُهُمَا فَبَدَأْتُ بِهِمَا قَبْلَ وَلَدِي وَأَهِلِّي ، فَنَأَ بِيَ الشَّجَرُ يَوْمًا ، فَجِئْتُ وَقَدْ نَامَا ، فَحَلَبْتُهَا ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِالْإِنَاءِ إِلَيْهِمَا ، فَوَقَفْتُ عَلَيْهِمَا ، وَهُمَا نَائِمَانِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَهُمَا ، وَكَرِهْتُ أَنْ أَبْدَأَ بِصِبْيَتِي قَبْلَهُمَا ، فَلَمْ أَزَلْ وَاقِفًا عَلَيْهِمَا حَتَّى انْفَجَرَ الْفَجْرُ ، اللَّهُمَّ ، إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي صَنَعْتُ هَذَا ابْتِغَاءَ رِضَاكَ ، وَاتِّقَاءَ سَخَطِكَ فَافْرُجْ عَنَّا ، فَانْصَدَعَتِ الصَّخْرَةُ صَدْعَةً أُخْرَى ، ثُمَّ قَالَ الثَّالِثُ : كُنْتُ فِي غَنَمٍ أَرْعَاهَا ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ ، فَقُمْتُ أُصَلِّي ، فَجَاءَ الذِّئْبُ ، فَدَخَلَ فِي الْغَنَمِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْطَعَ صَلَاتِي ، فَصَبَرْتُ حَتَّى فَرَغْتُ مِنْ صَلَاتِي ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ ، وَاتِّقَاءَ سَخَطِكَ ، فَافْرُجْ عَنَّا ، قَالَ : فَانْفَرَجَتِ الصَّخْرَةُ . قَالَ عُقْبَةُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَحْكِيهَا حِينَ انْفَرَجَتْ قَالَتْ : طَاقْ ، فَخَرَجُوا مِنْهَا " *
وَرَوَاهُ ابْنُ عُمَرَ

الصفحة 78